خطاب المكتب القيادي للتجمع الاتحادي بمناسبة ذكرى استقلال السودان وذكرى ثورة ديسمبر المجيدة

١٩ ديسمبر 2024

تمر علينا اليوم ذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان، متزامنة مع الذكرى السادسة لثورة ديسمبر المجيدة، وبلادنا تعيش واحدة من أسوأ فصول معاناتها في تاريخها الحديث، حيث تئن تحت وطأة الحرب، ويواجه شعبنا الموت والتهجير القسري والانتهاكات الإنسانية والنزوح في أكبر كارثة إنسانية منذ الاستقلال.

نغتنم هذه الذكرى لنقف بصدق أمام شعبنا السوداني الأبي ونقدم اعتذارنا العميق عن قصورنا في الحفاظ على مكتسبات ثورة ديسمبر المجيدة بصفتنا كنّا جزءً من قوى الحرية والتغيير التي تتحمل قسما كبيرا في المسؤولية السياسية عن الإخفاق في تحقيق أهداف الثورة، بدءًا من التفاوض الذي أفضى إلى الوثيقة الدستورية الكارثية وما تبعها من أخطاء ساهمت بصورة مباشرة في الحالة التي تعيشها البلاد. كانت تقديراتنا في أغلبها خاطئة بالإضافة الي دعمنا لقيادات سياسية بمقدرات ضعيفة وثقت في شراكة لم تقم على أرضية مشتركة، مما سمح للقوى المضادة للثورة بالعمل على إجهاضها مستغلّة ضعف هذه القيادات والتراخي في التصدي لهم.

في ذكرى إعلان الاستقلال، نعلن عن عقد مؤتمر استثنائي للتجمع الاتحادي يهدف الي مراجعة الفترة الماضية ويهدف ايضا الي الخروج برؤية سياسية شاملة تعالج القضايا المسببة للحروب وهذا يستوجب العمل المشترك والتنسيق بين كافة القوى الوطنية السودانية في طاولة مستديرة، تقود إلى سلام مستدام والتوافق علي دستور يعيد تأسيس الدولة على أسس مدنية وديمقراطية ونظام لامركزي يصون كافة الحقوق الأساسية للمواطنين.

إننا نستمد العزم من روح آبائنا المؤسسين، الزعيم إسماعيل الأزهري ورفاقه وكل شهداء الحرية، الذين وضعوا اللبنات الأولى للدولة الوطنية الديمقراطية في مثل هذا اليوم من عام 1٩٥٥.

ختاماً:
ندعو كافة القوى السياسية والمدنية للعمل معاً لوقف الحرب وتوحيد الصفوف، فوحدتنا هي السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد من هذا المنعطف الخطير وصون وحدتها وبناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة.

عاش نضال شعبنا السوداني العظيم.

عاشت ثورة ديسمبر المجيدة.
الرحمة والمغفرة لشهداء الوطن الأبرار ولرواد الحركة الوطنية.

المكتب القيادي للتجمع الاتحادي
19 ديسمبر ٢٠٢٤

Exit mobile version