تقرير_ محمد جمال قندول
وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى البلاد أمس، في زيارة تستمر ليومين، حيث أجرى مباحثاتٍ مع رئيس مجلس السيادة، وعضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر، ووزير الخارجية وعددٍ من المسؤولين.
وفي أول رحلاته للبلاد، قال أبو الغيط: إنّ زيارته للسودان ستفتح الأعين على حجم المشكلة والحاجة للمزيد من الجهد والتحركات لتحقيق الوقف الفوري وعودة السلام والاستقرار.
وحظي وصول الأمين لجامعة الدول العربية باهتمام داخلي وخارجي كبير.
موقف الجامعة
والتقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، رفقة وفدٍ رفيع المستوى من الجامعة.
الاجتماع كان بحضور وزير الخارجية المكلف السفير علي يوسف، وسفير السودان لدى جمهورية مصر العربية الفريق أول ركن عماد الدين عدوي مندوب السودان لدى الجامعة العربية.
وذكر أبو الغيط في تصريحاتٍ صحفية بأنّ اللقاء مع رئيس المجلس السيادي كان إيجابيًا للغاية، حيث تم فيه توضيح موقف الجامعة العربية من تأييد السودان وشعبه، مشيرًا إلى أنه استمع للأبعاد الإنسانية للمشكلة، التي وصفها بأنها مشكلة بالغة الصعوبة.
من جهته، قال سفير السودان لدى جمهورية مصر العربية الفريق أول ركن عماد الدين عدوي إنّ الجامعة العربية ظلت تقف دومًا بجانب السودان ومناصرةً لقضاياه العادلة ودعم مؤسساته الوطنية القائمة، مبينًا أنّ موقف الجامعة تجاه السودان يمثل سياجًا أمنيًا يؤكد على ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان.
موقف عربي قوي
ويقول الإعلامي الحاج أحمد المصطفى إنّ زيارة أحمد أبو الغيط للبلاد تأتي في إطار تأكيد وقوف الجامعة العربية مع السودان في حربه ضد الميليشيا المتمردة، كما أنها فرصة طيبة انتهزها الناطق الرسمي للحكومة وزير الإعلام خالد الإعيسر للدعوة لعقد قمة عربية لتحييد الدول العربية المعلومة لدينا من دعم الميليشيا، خاصةً وأن هذا الدعم هو الذي أطال أمد الحرب.
واعتبر الحاج أحمد المصطفى أنّ وصول الضيف العربي الكبير بداية جديدة لعلاقات متميزة مع الجامعة العربية، وتحمل رد بليغًا على الذين يتحدثون عن شرعية الحكومة في بورتسودان، حيث تؤكد بأنّ العالم الخارجي يتعامل فقط مع الرئيس البرهان وحكومته، وأن الدعاوي لإقامة (حكومة منفى) عبارةٌ عن سرابٍ يحلم به أهل (تقـــدم).
ويشير محدّثي إلى أنّ هذه الزيارة تعقبها قمة عربية لمساندة السودان، وسيكون لها أثرٌ إيجابي على بلورة موقف عربي قوي وفاعل يقف بجانب الشعب السوداني في معركته المصيرية.
وفور وصوله العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان، أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية والوفد المرافق مباحثات مع وزير الخارجية السفير علي يوسف.
وشكر الوزير الأمين العام، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على موقفها القوي والواضح في مساندة السودان، وهو يخوض حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتها وداعميها الإقليميين.
وأكد أبو الغيط رسوخ موقف الجامعة إلى جانب السودان حتى يتجاوز أزمته الحالية.
وقف الحرب
بدوره، أطلع عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر مساعد القائد العام أبو الغيط، على ملابسات تمرد ميليشيا آل دقلو على الدولة، الذي حدث نتيجة فشلها في السيطرة على البلاد من خلال انقلاب عسكري مكتمل الأركان، استطاعت القوات المسلحة السودانية إخماده في الوقت المناسب.
جاء ذلك خلال لقائه بالأمين العام لجامعة الدول العربية بمكتبه.
وقال جابر لضيفه إنّ وقف الحرب في السودان يبدأ من وقف الدول الداعمة للتمرد عن الإمداد بالسلاح، ومنع إرسال المرتزقة من بعض الدول المجاورة.
وأعرب وزير الإعلام والثقافة والناطق الرسمي للحكومة خالد الاعيسير عن شكرهم الكبير لمعالي الدكتور أحمد أبو الغيط والسفير حسام زكي الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية والوفد المرافق لهما على الزيارة الكريمة لبلادنا.
وقال الاعيسير في تغريدة انهم ، يطلعون إلى أن تكون هذه الزيارة بداية لمرحلة جديدة من التعاون المثمر والعمل الجماعي، بما يحقق الأمن والاستقرار ومصالح شعوبنا العربية كافة، ويعزز من موقعنا في الساحة العربية والإقليمية والدولية.