بينما يمضي الوقت – امل ابو القاسم – لماذا تغيظهم مصر؟!!

 

حملة مسعورة تطلقها المليشيا وظهيرها السياسي هذه الفترة نحو الشقيقة مصر ، وللحق فإن هذه الحملة ليست وليدة حدث بل كانت مخبؤة داخل أخبار المنصات التابعة لهم أو تلكم الموالية بشكل أو بآخر منذ مدة وهم ينتاشونها من خلالها بدس السم في الدسم لكنها لا تفوت على فطنة المتابع.

مناصبة الدولة الشقيقة العداء وإضمار الكراهية والخبث لها معلوم الأسباب بالضرورة، ذلك أن مصر لم تتملق أو تنافق في علاقتها مع السودان لا سابقا ولا لاحقا بعدما اندلعت الحرب. مصر لم تجاري أي من الأطراف بل وقفت مع الحق وما يدفع نحو سلامة شعبه وأمنه. مصر لم تماري الدولة في علاقتها بها كأن تبتسم في وجهها بينما تضمر دواخلها شرا مستطير. مصر لم تضع يدها أو تهادن أي من الخارج إلا فيما يصب في مصلحة جارتها واظن لا احتاج لتعديد أسباب ذلك فهي معلومة بالضرورة تقف على رأسها تلكم العلائق التأريخية وأواصر المحبة والدم.

يضمرون العداء للحبيبة مصر رغم أنها وفي فترات خلت وحتى وقت قريب سعت بشتى الطرق لتعبيد الطريق أمام القوى السياسية بما فيها قوى الحرية والتغيير لأجل جمعهم والسير في طريق واحد.

تجردت مصر وقدمت لهم دعوة لم الشمل في أرضها مرتين قبل وبعد الحرب لكنها لم تفلح أو أصابت إلى حد. ليس قصور منها إنما لقصور متجذر في الرؤى السياسية قبل وبعد استقلال السودان وإلى حينه.

ثم وبعد أن تقدمت القوات المسلحة في حربها ضد المليشيا المتمردة وفاجأت الجميع بانتصارات في عدد من المحاور واسترداد مناطق وتخليصها من فكها، وبعد تحرير (جبل موية) تحديدا ثارت ثائرة المليشيا وظهيرها السياسي واصبحت وافرغت ما يعتمل في جوفها من حقد تجاه مصر بحسبان انها شاركت في المعركة بشكل أو بآخر، ولم تفتأ في بث سمومها يمنة ويسرة بدء بخطاب (المزعوم ) “حميدتي” الذي اعدته جهات معروفة بالداخل والخارج وتلاه نيابة عنها فضحت من خلاله ما تحمله نحو البلد الشقيق، ثم ما لبثت أن سارت به ركبان أفرادهم من الحلفاء السياسيين الذين ضاقوا ذرعا بكل ممن يتصدى للدفاع عنها حتى وان كانوا من آل بيت (تقدم) ودونكم السنان التي سنت نحو حزب الأمة القومي ممن يوالونهم.

صحيح ان عدد لا بأس من الأمة القومي انخرط معهم بكلياته ومن استيقظ ضميره نحو أمر ما الجمته أ مور عدة نمسك عنها. لكن عندما وصل الأمر عند مصر حركهم بعضا من وازع لا أعلم بماذا اصفه لكن من المؤكد إن العلائق التأريخية التي رسخها مؤسسو وسادة الحزب مع مصر وباتت في حكم المقدسة منعتهم من الصمت حيال النيل منها وشيطنتها فكال لهم الشريك التهم والتقريظ.

بالتأكيد هنالك زعماء وقادة لحزب الأمة القومي يقدسون فعليا العلاقات التأريخية الأزلية بينهم ومصر وبين السودان عموما والجارة الشقيقة، فضلا عن أنهم نأوا بأنفسهم والزج بها في خضم (تقدم) بل بلغ بهم الأمر التبرؤ من بعض أعضاء الحزب والذي بدأ يتآكل بعد وفاة الإمام الصادق المهدى وتلاطمته أمواج السياسة والمقاعد التنفيذية يمنة ويسرة وهو ذات تآكل تنظيم (تقدم) المكروهة لدى كافة افراد الشعب السوداني.

البعض تغيظه مصر وموقفها الثابت من حرب السودان دون الانجراف مع هذا أو ذاك من رعاة الحرب بالداخل أو الخارج لكن تكفيها محبة الملايين التي تفاقمت بعد المحنة، وهو حب فطري لأرض تشبه السودان معنى ومبنى، وهي لا تحتاج أن تدفع عنها ما لحق بها من ثلة لا وزن لهم ولا قيمة فقد انبرى لهم الشعب السوداني وما زال. أدام الله ما بين البلدين ولا عزاء للمغتاظين والأعداء.

Exit mobile version