خبر و تحليل – عمار العركيا – لخرطوم خلوها ، اقرعوا الجزيرة والمناقل والكنابي)

 

(إعادة نشر)

15 أغسطس 2023م ، كتبنا قبل سقوط ولاية الجزيرة فى يد التمرد مقال (الخرطوم خلوها ، اقرعوا الجزيرة والمناقل والكنابي) ،حذرنا فيه من هذا السقوط ، ومن استهداف قلب الولاية ، و طالبنا بالتحوط و الحذر من قنبلة “الكنابي” المؤقتة ، و التى تفجرت الآن فى وجه مواطني قُرى الولاية ، وأن ذلك لن يتأتى الا بتعيين والى عسكرى . وحدث ما توقعناه من انتهاك وقتل وأسر وان لم نكن نتوقع هكذا انتقام ، خاصة من بعض الكنابي الموجودة بالولاية ، و التى أسهمت بشكل مباشر في الحملات الإنتقامية والتأديبية والمجاذر التى نصبتها المليشا الارهابية ، وأزهقت المئات من الأرواح ، نسأل الله أن يتقبلهم شهداء عنده ، وأن يشفى الجرحى ويفك الأسرى : –

هذه الحرب كانت مفأجئة وصادمة للجميع ، حتى لمن اشعلوها ، فالمتمرد حميدتى ومن هُم خلفه كانوا على يقين تام بنجاح مخططهم الانقلابى لدرجة لما يفكروا ويحتاطوا بوضع “خطة بديلة” حال أى طارئ لإتقاء الفشل ، وذلك لقناعتهم المغرورة بعدم حدوثه .
* بعد فشل المخطط من يومه الاول، بدأت الأيام التالية فى الكشف التدريجى عن ملامح المخطط التأمرى بأبعاده الثلاث ( محلى ، اقليمى ، دولى) * فى العديد من اللقاءات والمناسبات قلنا ، الخرطوم “خلوها ، أقرعوا ولاية الجزيرة ،” قيل ليس بها دعم سريع ولا قطاع و معسكر ؟ نعم هو كذلك – وان كانت المعركة ليس مع الدعم السريع وحده – ولكن فيها كل “المُسببات الرافدة والحواضن المُنتجة ” للدعم السريع ومن معه ، فبالتالى ستكون “ولاية الجزيرة” الخطة البديلة التى ستُفرض نفسها رغم عدم التفكير ووضعها كبديل عند الفشل فى انقلاب الخرطوم.

الآن ، وبالرغم من التصريح المباشر بنقل الحرب الى الكاملين ، فى ظل الأخبار الأخيرة المتواترة عن تهديد تمدد ميلشيات الدعم السريع “لأطراف” ولاية الجزيرة ، لربما هو “تكتيك” وتمويه وإلهاء عن إستراتيجية تُحاك ويُخطط لها لإستهدلف ” قلبها.” ، تحديداً “المناقل”
* لا نستبعد بأن تكون “المناقل” هى الهدف المُحتمل ، فإن إردت إحكام القبضة والسيطرة عليك بمنطقة “الوسط” والولاية الوسطى قلبها “المناقل” التى هى فى أصلها الجغرافى والإنسانى بمقومات ولاية كبرى ، تحادد ثلاثة ولايات الخرطوم ،النيل الأبيض ، سنار ، بجانب العاصمة مدنى ، نسبة الصناعة والمصانع فيها عالية جدا تتجاوز 40%، وبها 55% من شريان السودان الزارعى ممثلا فى أقسامه الأربعة من جملة الثمانية ، الأمر الذى أوجد فيها العديد، من “كنابي” الزراعة والصناعة ،التى.تجاوز عددها الثلاثمائة كمبو ، تمددت ولامست القرى والحلال.

الكنابى وما ادراك الكنابى ، وقبل كل شئ لابد من الإقرار والإعتراف بدورها الإيجابى فى الإنتاج الزراعى والصناعى ، قبل ان يتم إقحامها فى الإنتاج السياسى فيحيلها الى “قنبلة مؤقتة” تنتظر من يضغط على “ذرها”.

تطرقنا تفصيلاً وتحليلاٌ لدور “المناقل ” المؤثر فى الحياة السياسية. والإستقرار الإقتصادى على مستوى ولاية الجزيرة وبالتالى السُودان ، وذلك من خلال سلسلة مقالاتنا الصحفية التحليلية ” هل تُصلح المخابرات ما أفسدته السياسات” .

خلاصة القول ومنتهاه
السيد الرئيس والقائد البرهان ، “الفتق” التى بدأ فى ثوب ولاية الجزيرة لن يجدى رتقه “بالإبرة” ، عليك “ببوكلين” والى عسكرى.

Exit mobile version