استنكر مزاعمها بقصف مقر سفيرها بالخرطوم،، السودان يلقم الإمارات حجراً

..

الجيش: لا نقوم بأعمال جبانة، ولا نخالف القانون الدولي، وإنما ندافع عن كيان الدولة السودانية..

الخارجية: تتمادى الإمارات والميليشيا المتمردة في انتهاك قواعد القانون الدولي..

مزاعم الإمارات محاولة بائسة للتغطية على تقارير دولية تفضح دورها في استمرار وتسعير الحرب في السودان..

ما الذي كانت تخفيه الإمارات في بيت سفيرها؟ وما هو دليلها على اتهام الجيش وتبرئة الميليشيا؟

ناشطون سودانيون يسخرون من بيان الإمارات ويؤكدون دعمهم للجيش ضد أي عدوان خارجي..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

ألقمت الحكومة السودانية دويلة الشر الإمارات حجراً على خلفية اتهام أبوظبي للخرطوم بالاعتداء على مقر رئيس بعثتها في الخرطوم، بواسطة سلاح الطيران السوداني، وفي بيانين منفصلين، أحدهما للقوات المسلحة، والآخر لوزارة الخارجية، استهجنت الحكومة السودانية مزاعم وادعاءات دولة الإمارات، باعتبار أن الجيش السوداني لا يقوم بهذه الأعمال الجبانة، ولا يخالف القانون الدولي، واصفةً المزاعم الإماراتية الكاذبة بالمحاولة البائسة للتغطية على التقارير الدولية الموثقة التي تفضح دور الإمارات الشرير في استمرار وتسعير الحرب في السودان.

اتهام الإمارات:
وكانت دولة الإمارات قد اتهمت الحكومة السودانية بالاعتداء على مقر رئيس بعثتها بالخرطوم، وهددت بالشكوى للأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، وأشارت الخارجية الإماراتية في بيان لها إلى أن سلاح الطيران التابع للجيش السوداني استهدف مقر رئيس بعثتها في الخرطوم، وأدانت بشدة الاعتداء الغاشم الذي قالت إنه أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المبنى، مطالبة الجيش بتحمل المسؤولية كاملة عن هذا العمل الجبان على وصف البيان.

ردُّ الجيش:
واستنكرت القوات المسلحة السودانية إتهام دولة الإمارات العربية المتحدة لها بقصف مقر سفيرها بالخرطوم، ونفى بيان صادر عن مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش الاتهام، مؤكداً أن القوات المسلحة لا تستهدف مقار البعثات الدبلوماسية أو مقار ومنشآت المنظمات الأممية أو الطوعية، ولا تتخذها قواعد عسكرية، ولا تنهب محتوياتها، وإنما تقوم بتلك الأفعال المشينة والجبانة ميليشيا متمردي آل دقلو الإرهابية التي تدعمها دول معلومة للعالم، من أجل ارتكاب تلك الأفعال، وتستمر في ارتكابها على مرأي ومسمع من الدول والمنظمات الدولية، وأكد البيان أن القوات المسلحة السودانية لا تقوم بهذه الأعمال الجبانة ولا تخالف القانون الدولي وإنما تستهدف أماكن وجود هذه الميليشيا وهذا حقها في الدفاع عن كيان الدولة السودانية.

بيان الخارجية:
وأعربت وزارة الخارجية السودانية عن استهجانها للمزاعم الإماراتية باستهداف طيران الجيش السوداني لمقر سفيرها لدى السودان بمنطقة الخرطوم، وقالت في بيان لها، إن هذه المزاعم الكاذبة محاولة بائسة للتغطية على التقارير الدولية الموثقة التي تفضح دور الإمارات الشرير في استمرار وتسعير الحرب في السودان ومسؤوليتها المباشرة عن الفظائع التي ترتكبها صنيعتها ميليشيا الجنجويد الإرهابية من جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي وإبادة جماعية وعنف جنسي واسترقاق النساء والأطفال، ونوه البيان إلى أهمية التذكير بالحق الذي تتيحه كل الشرائع والقوانين للجيش الوطني للقيام بواجبه في حماية البلاد وشعبها وسيادتها ضد كل اعتداء، والتصدي للمرتزقة والإرهابيين أينما كانوا، مع التزام القوات المسلحة التام بالقانون الدولي، وسخر بيان الخارجية السودانية من حديث الخارجية الإماراتية عن رفض الإرهاب والالتزام بالقانون الدولي في الوقت الذي ترعى فيه ميليشيا تجسد أسوأ ما عرف عن المجموعات الإرهابية، وتتمادى هي والميليشيا التي ترعاها في انتهاك القواعد الأساسية للقانون الدولي.

حفلة نقد فيسبوكية:
وكان ناشطون سودانيون قد شنوا هجوماً لاذعاً على صفحة وكالة الأنباء الإماراتية على منصة فيسبوك حيث تم نشر بيان وزارة الخارجية الإماراتية الذي اتهم الجيش السوداني بقصف مقر سفاراتها بالخرطوم، وندد السودانيون الذين أطلقوا على منشور الوكالة الإماراتية ( الحفلة المدورة) بالبيان الإماراتي، مؤكدين دعمهم وإسنادهم لقواتهم المسلحة في معركة الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع، وضد أي عدوان خارجي يستهدف أرضهم وخيرات بلادهم، وسخرت الكثير من التعليقات من اتهام أبوظبي لسلاح الجو السوداني بقصف مقر سفارتها بالخرطوم والذي قالوا إن ميليشيا الدعم السريع التي تدعمها دولة الإمارات.

سجال خليجي:
ومن غير السودانيين واجهت دولة الإمارات انتقادات منطقية بشأن اتهامها للقوات المسلحة السودانية بقصف مقر رئيس بعثتها الدبلوماسية في الخرطوم، وسخر موسى العلوي الناشط العماني على منصات التواصل الاجتماعي من تغريدة لمواطن إماراتي يتهم الجيش السوداني باستهداف مقر سفاراتها بالخرطوم واصفاً استهداف المقار الدبلوماسية بالعمل الإرهابي، وكتب العلوي رداً عليه: اليوم صُنف عملٌ إرهابي؟ أين كانت المواثيق والأعراف الدولية عندما استهدفتم المقر الدبلوماسي العماني في صنعاء؟ وتطاولت ألسنتكم منتشين بتبرع من جيوبكم كمغردين سخريةً لبناء مقر للسفير العماني في صنعاء، وزاد العلوي “أقول الجيش السوداني يعلم ما هو الصح في بلده، وكيف يطحن الراعي حميدتي طحن”.

الميليشيا في بيت السفير:
يذكر أن مقر رئيس بعثة دولة الإمارات العربية الذي يقع في الحي الراقي جنوب الخرطوم وعلى مقربة من نهاية شارع الستين، ظل خالياً منذ انتقال سفير الإمارات ومعاونيه للعمل في مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة، وتبسط ميليشيا الدعم السريع قبضتها على تلك المنطقة منذ بواكير تمردها، حيث ظل منزل السفير الإماراتي تحت حراستها كغيره من المباني والمقار الفخمة التي تنتشر في تلك المنطقة الراقية، فقد استخدمت الميليشيا المتمردة معظم العقارات هناك ثكناتٍ عسكرية، ومقرات للإقامة، ومراكز لتخزين الأسلحة والذخائر وعقد الاجتماعات ولقاءات قادتها الميدانيين، حيث كانت تنطلق الميليشيا المتمردة من هذه المنطقة جنوبي الخرطوم، ومن جنوب الحزام ومنطقة المدينة الرياضية، للتحرك إلى شرق النيل، والخرطوم بحري، وإلى الولايات المجاورة، كولاية الجزيرة، وسنار، والنيل الأبيض.

أسئلة ملحة:
ولعل هنالك الكثير من الأسئلة المهمة التي تُلحُّ على الحضور بين ثنايا هذه السطور لتطرح نفسها بقوة عن أبعاد اتهام دولة الإمارات لسلاح الجو السوداني بقصف مقر رئيس بعثتها في الخرطوم؟ ماهي الأدلة والبراهين التي تمتلكها أبوظبي حتى تتهم الجيش السوداني بقصف منزل سفيرها بالخرطوم؟ وماذا كانت تُخفي الإمارات داخل هذا المنزل الذي يفترض أن يكون خالياً بعد أن انتقلت البعثة إلى مدينة بورتسودان؟ ولماذا لم تتهم الإمارات (طرفي) الصراع في السودان، ووجهت أصابع الاتهام المباشر للجيش السوداني، وغضت الطرف عن اتهام الميليشيا التي ظلت تنهب مقار البعثات الدبلوماسية؟ ألا يشكل اتهام الإمارات للجيش دليل إدانة لأبوظبي باستخدام مقرها في الخرطوم مكاناً لإدارة عمليات عدائية ضد الجيش في وقت يفترض أن المنزل يكون خالياً، بعد أن انتقلت كل البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدي السودان إلى مدينة بورتسودان؟

خاتمة مهمة:
على كلٍّ يبدو أن الخناق الدبلوماسي والسياسي بدأ يضيق على رقبة دولة الإمارات في ظل تصاعد حدة الاتهامات الموجهة لدويلة الشر بضلوعها في تسليح ميليشيا الدعم السريع وإطالة أمد الحرب في السودان، حيث نشطت وسائط إعلام غربية، وخبراء أمميون، بالإضافة إلى تقارير دولية، في توجيه اتهامات مباشرة للإمارات، الأمر الذي يدفعها للتحرك بكل ما أوتيت من قوة لنفي هذه الاتهامات عنها ولو أدى ذلك إلى اتهام السودان نفسه، خاصة أن الأخير كان قد تقدم بشكوىً رسمية دفع بها إلى منضدة مجلس الأمن الدولي، والحشاش يملا شبكتو.

Exit mobile version