تعاني من تخبط وضبابية في المواقف،، الحركة الشعبية.. فقدان البوصلة

..

تحارب الجيش، وتتحالف معه، وتحارب الميليشيا، وتسعى للتحالف معها!!

مخاوف من الانشقاقات، والحلو غائب عن جبال النوبة لأكثر من عامين..

عمار: الحلو عميل للإمارات، ويرهن نفسه لتنسيقية تقدم بقيادة حمدوك..

أضاع فرصة إنقاذ جبال النوبة من المجاعة برفضه مبادرة الحكومة السودانية لإيصال المساعدات الإنسانية..

تاور: القاسم المشترك بين الحركة والميليشيا هو الإضرار بإنسان جبال النوبة..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

تحاول الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان فصيل عبد العزيز الحلو، إيجاد وسيلة للتنسيق العسكري مع ميليشيا الدعم السريع في ولاية جنوب كردفان وبعض المحاور القتالية الأخرى ضد القوات المسلحة السودانية، وأكدت مصادر متطابقة أن خلافات نشبت في اجتماع لقيادة الجيش الشعبي شمال، انعقد مؤخراً بمنطقة كوبا التابعة للمناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية بإقليم النيل الأزرق، برئاسة عزت كوكو أنجلو، رئيس هيئة الأركان بالجيش الشعبي، بحضور عدد من القيادات العسكرية من بينهم كجور نوبة قائد الاستخبارات العسكرية بالجيش الشعبي، وإبراهيم الملقا، وستيفن أحمد، والجندي سليمان، وكوكو تلودي، وتعود أسباب الفشل بحسب المصادر إلى الخلافات التي ضربت منضدة الاجتماع بخصوص تحديد موقف نهائي من مطالب للقيادة السياسية للحركة الشعبية والقائد عبد العزيز الحلو، حول إعمال تنسيق عسكري بجنوب كردفان مع قوات الدعم السريع، ونوهت المصادر إلى تحفظ بعض قادة الجيش الشعبي من المشاركة مع قوات الدعم السريع بسبب تخوفات من مخاطر قد تطال سكان جبال النوبة، وبسبب تعقيدات الوضع الإنساني، وطالب القادة العسكريون بمزيد من المشاورات مع الرفض المبدئي في المرحلة الحالية.

صمت الحركة:
وصمت لسان الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان شمال فصيل عبد العزيز الحلو، ولم يصدر منها ما ينفي انعقاد هذه الاجتماع الخطير الذي وجد مساحات شاسعة من الجدل والنقاش والتداول في الشارع العام بولاية جنوب كردفان ـ إقليم جبال النوبة، وعلى مجموعات أبناء النوبة على منصة واتساب، حيث أبدى الكثيرون امتعاضاً من موقف الحركة الشعبية ومحاولتها التنسيق وبناء تحالف مع ميليشيا الدعم السريع المعروف موقفها العرقي من شعب النوبة، مشيرين إلى الهجمات التي كانت قد نفذتها ميليشيا الدعم السريع في المنطقة الشرقية من ولاية جنوب كردفان، الأمر الذي دفع رئيس الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو إلى إعلان الحرب عليها وعدم السماح لها بقتل المواطنين على أساس الهوية العرقية، وأكد الحلو أن واجب الحركة الشعبية يقوم على حماية شعب جنوب كردفان، وزاد ” سنقطع أي يد تمتد إليها”.
اجتماع الجزيرة:
وكان القيادي السابق في الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان شمال، آدم موسى أبو التيمان، قد أكد في إفادات للكرامة عن اجتماع انعقد في الثالث من أغسطس الجاري بين ضابط من الحركة الشعبية بقيادة الرائد عائد نجيب، والرائد كوكو حسين، وآخرين من ميليشيا الدعم السريع بقيادة ماكن الصادق، رئيس ميليشيا الدعم السريع بقطاع إقليم كردفان، وانعقد الاجتماع في منطقة الجزيرة بالقرب من مدينة الدلنج، وذلك من أجل تنسيق الجهود ين الطرفين لتوجيه بنادقهما إلى صدر القوات المسلحة بولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، ولكن الحركة الشعبية نفت انعقاد هذا الاجتماع، وأكد رئيس لجنة الإعلام بمجلس التحرير القومي “جاتيقو أموجا دلمان” عدم وجود تنسيق عسكري للحركة مع الدعم السريع بجبال النوبة أو أي منطقة أخرى بالسودان.
هجوم ومفارقات:
ومنذ يونيو ٢٠٣م تحاول الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان دخول إحدى المدينتين كادقلي أو الدلنج من خلال تنفيذ هجمات غادرة على القوات المسلحة السودانية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الحكومة والحركة الشعبية والذي ظل يتجدد سنوياً، ولكن المفارقة الحقيقية حدثت في العاشر من يناير ٢٠٢٤م عندما تحالفت قوات من الحركة الشعبية مع الجيش السوداني وتصدوا معاً لهجوم من قبل ميليشيا القوات الدعم السريع استهدف قلب مدينة الدلنج، حيث كبّد تحالف القوات المشتركة، الميلشيا المتمردة خسائر فادحة في الأرواح والأنفس والعتاد الحربي.

ارتباك وتخبط:
وهكذا تعيش الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان فصيل عبد العزيز الحلو، حالة من الارتباك والفوضى منذ اندلاع الحرب الجارية في السودان، فتارةً تقاتل الحركة الشعبية الجيش السوداني لوحدها، وتارةً أخرى تتحالف مع العيش لقتال ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وتارةً ثالثة تتقاتل الحركة الشعبية مع الميليشيا المتمردة كما حدث في سِدرة وفي الدلنج، وجميعها مواقف يصفها مراقبون بالغريبة والمثيرة والتي تعكس مدى التخبط والعشوائية التي تضرب بنية الحركة الشعبية، وأنها ليست على قلب رجل واحد وإنما تُدار عن طريق المصالح التي يفرضها الواقع الميداني وفقاً لما تراه القيادات على الأرض بعيداً عن رؤية موحدة تجاه القضية.

ورطة الحلو:
ويستبعد العضو السابق لمجلس التحرير القومي للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان شمال الأستاذ عمار ناصر إمكانية حدوث تقارب ما بين الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال فصيل عبد العزيز الحلو، وما بين الدعم السريع، وقطع في إفادته للكرامة بوقوع الحركة الشعبية في براثن ورطة كبيرة بفعل العمالة التي يمارسها عبد العزيز الحلو لصالح دولة الإمارات وارتهانه لتنسيقية القوى الديمقراطية تقدم بقيادة عبد الله حمدوك، مؤكداً أن الحلو باع قضية جبال النوبة تماماً وتخلى عن مشروع النضال الثوري الذي اختطته الحركة الشعبية لصالح إزالة الظلم والتهميش عن المنطقة وأصبح رهيناً للإمارات ويدير الحركة الشعبية على طريقة المافيا من على البُعد من مقر إقامته في جوبا، أو نيروبي أو كمبالا، وأكد عمار ناصر أن أقدام الحلو لم تطأ منطقة جبال النوبة لأكثر من سنتين لعلمه أنه أصبح شخصاً غير مرغوب فيه، مبيناً أن عبد العزيز الحلو أضاع فرصة ذهبية لإنقاذ جبال النوبة من كارثة المجاعة عقب رفضه للمبادرة التي قدمتها الحكومة في جوبا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى جبال النوبة في مناطق سيطرة الحكومة وسيطرة الحركة الشعبية، وقال عمار إن مخطط عبد العزيز الحلو بالتعاون والتنسيق مع تقدم والإمارات وعبر ميليشيا الدعم السريع لن ينفذ في منطقة جبال النوبة في ظل وجود الأحرار من الرفقاء المؤمنين بالقضية والمدافعين عنها.

قاسم مشترك:
لا أعتقد أن هنالك تنسيقاً عسكرياً وأمنياً بين الحركة الشعبية وميليشيا الدعم السريع، هكذا ابتدر الخبير العسكري والاستراتيجي الفريق شرطة جلال تاور حديثه للكرامة وأقرّ الفريق تاور بعقد اجتماع مشترك بين الطرفين في منطقة الفرشاية، ولكنه لم يؤتي ثماره، مبيناً أن القاسم المشترك الذي يجمع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال فصيل عبد العزيز الحلو، وميليشيا الدعم السريع المتمردة، هو الإضرار الشديد بالمواطن في ولاية جنوب كردفان ـ إقليم جبال النوبة من خلال حرب الحصار الشديد الذي يضربه الطرفان على المنطقة، حيث يغلق الدعم السريع طريق الأبيض كادقلي ، عند منطقة الدبيبات رئاسة محلية القوز، فيما ترتكز الحركة الشعبية في منطقة الكُرْقُل حوالي ٩٠ كيلو متراً شمال مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان، مبيناً أن هذا الحصار خنق مدينتي الدلنج وكادقلي وحرم المواطنين فيهما وفي بقية مناطق إقليم جبال النوبة من الحصول على احتياجاتهم الضرورية من الغذاء والدواء، الأمر الذي دفع القوات المسلحة إلى اللجوء لعمليات الإسقاط الجوي للغذاء والمؤن الاستهلاكية والأدوية، كما حدث في مدينة الدلنج نهاية الأسبوع الماضي.

خاتمة مهمة:
على كلٍّ فقد كشفت حرب الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م، أن الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، تقف على أرضية هشة تتناقص أطرافها يوماً بعد يوم، بفعل ضبابية المواقف، التي أفقدت الحركة الشعبية البوصلة وجعلتها تخرج عن جادة مشروع النضال الثوري، وتقف على شفا حفرة من تمزق وتشظي وانهيار، ما لم يتحرك العقلاء والحادبون على مصلحة جنوب كردفان ـ إقليم جبال النوبة، لإنقاذ سفينة الحركة الشعبية قبل أن تغرق في لُجِّ بحيرة الخلافات والانشقاقات التي يتحرك وميض نارها من تحت الرماد.

Exit mobile version