ابراهيم عالم حسين يكتب : العمانيون أهل الأدب

إذا ساقتك الأقدار إلى أي بلد من بقاع الأرض فإن أول ما يلفت نظرك ويسترعى انتباهك فيها هو طباع أهلها ومدى قبولهم للآخر.
وإذا قدر لك أن تزور سلطنة عُمان فاعلم أنك وطئت أرض الحضارة والأصالة والتراث الإنساني التليد ؛ أما الشعب العماني الشقيق فقد حباه الله تعالى بنعم لا تحصى بدءاً بنعمة الإسلام ومروراً ب حسن الخلق وانتهاء بقبوله للآخر.
وفي العصر الحديث حظيت سلطنة عمان بتأريخ حافل بالنهضة والإنجازات الكثيرة التي أرسى دعماتها حضرة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله تعالى وتواصلت من بعده مسيرة النهضة العمانية بقيادة حكيمها حضرة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد حفظه الله.
وقد عرف الشعب العماني واشتهر أيضاً بالأدب والكرم والتواضع والمروءة وأكبر دليل على ذلك هو أنه تفاعل منذ الوهلة الأولى لاندلاع الحرب في السودان ووقف مع شقيقه الشعب السوداني فكانت أول طائرة للدعم تصل إلى السودان من سلطنة عمان دليلاً على كرم ومروءة العمانيين حكومة وشعباً ؛ كيف وهي البلد الزاخر بالخير ؟!! لتعبر سلطنة عمان بذلك عن حكمة قائدها السلطان هيثم بن طارق وتؤكد أصالة إنسانها وطيب معدنه الكريم.
ولعل أوضح دليل على حسن الخلق في الشعب العماني الشقيق أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى حي من أحياء العرب مبعوثاً فسبوه وضربوه، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :
( لو أنَّ أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك ) .
فما أعظمه من ثناء على أهل عمان من أفضل الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
وإذا نظرنا عبر التاريخ الإنساني القريب تتجلى لنا شهادة أخرى في حق الإنسان العماني ؛فقد كان الطبيب الأمريكي بول هريسون (1928 – 1938) يعمل طبيباً في سلطنة عمان وقضى عشر سنوات من عمره في كنف الشعب العماني طاف خلالها كل أرجاء البلاد؛وهو مؤلف كتاب (رحلة طبيب في الجزيرة العربية) وصف سلطنة عمان بقوله: (عُمان أرض التسامح والكرم ).
وقد اشتهر العمانيون في الداخل والخارج بصفة التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي معه وهذا الأمر أعلى من شأنهم لدى شعوب العالم.
وقد عرف عن الرحالة الأوربيين أنهم حين جاءوا إلى سلطنة عمان وتواصلوا مع سكانها الأصليين وتعرفوا على الإسلام نظروا إلى المجتمع العُماني وأجمعوا على أن من التقوا بهم من العمانيين كانوا كرماء وودودين ومتسامحين.
وحين جاء الصحابي عمرو بن العاص إلى العمانيين برسالة الإسلام ؛كانوا متسامحين معه، وأخذوا الرسالة وتأملوا فيها ولم يقبلوها مباشرة!! وإنما أخذوا أياماً ليدرسوها ثم دخلوا في الإسلام طواعية.
فالتسامح هنا هو الصفة التي نجحت في الحفاظ على المجتمع العماني على مر السنين وبه توطدت أواصر علاقاتهم مع الشعوب الأخرى لا سيما الشعب السوداني حيث عرف العمانيون إخوتهم السودانيين كإخوة لهم يتعايشون معهم في سلطنة عمان منذ سبعينيات القرن الماضي في عهد السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله تعالى، وتوالت هجراتهم إلى السلطنة في كل المجالات لا سيما التعليم والهندسة والطب والزراعة والإدارة وغيرها.
فلم يكن التسامح عندهم ضعفاً أو انكساراً بل كان قوة أخلاق جعلت أفئدة من الناس تأتي إليهم اليوم حتى يومنا هذا.
وألسنتهم تدعو الله أن يحفظ سلطنة عمان وشعبها في ظل العهد الزاهر لحضرة السلطان هيثم بن طارق آل تيمور.
والسودانيون في سلطنة عمان ينعمون بالتعايش الطيب مع أشقائهم العمانيين ويتواصلون مع سفارتهم بمسقط لترعى لهم شئونهم.
وهكذا تتآلف الشعوب بالعطاء والإخاء والمحبة.

Exit mobile version