إبراهيم عالم حسين : بين جيفارا و الحارث

السفير الحارث إدريس هو مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة وقد لمع نجمه في الأيام الماضية نظراً لمواقفه الوطنية المشرفة في المحافل الدولية.
إن الخطاب التأريخي الذي ألقاه السفير الحارث إدريس المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة في اجتماع مجلس الأمن في الثالث عشر من شهر يونيو 2024م يمثل علامة فارقة في تاريخ الدبلوماسية السودانية على مستوى الدولي!!
قال السفير الحارث في خطابه التأريخي: “من يريد صنع السلام في السودان عليه أن يأتي بقلب سليم !!
وأضاف مخاطباً أعضاء مجلس الأمن: (حشدنا لكم كل البيانات والدلائل والصور ورفعناها إلى مجلسكم الموقر لكي تناقش..).
وبعد أن نشر المرجفون والعملاء شائعات مغرضة تصدت لهم وزارة الخارجية السودانية وأصدرت بياناً رسمياً دحضت فيه الأكاذيب بل أكدت أن الخطاب الذي ألقاه السفير الحارث إدريس في الاجتماع هو الموقف الرسمي للسودان، حول ما بحثه اجتماع مجلس الأمن، الجمعة 21 يونيو 2024م.
وما أشبه الليلة بالبارحة فصار خطاب الحارث في قوته وتأثيره عالمياً شبيهاً بخطاب جيفارا التاريخي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الحادي عشر من ديسمبر 1964م.
فمن هو جيفارا ومامضمون خطابه ؟!
هو إرنستو (تشي)جيفارا (1928-1967) شاب ثوري أرجنتيني، طبيب وكاتب ودبلوماسي وقائد عسكري ورجل دولة عالمي وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية. حتى أصبحت صورته منذ وفاته رمزاً في كل مكان وشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية.
انضم جيفارا إلى حركة 26 يوليو بقيادة فيدل كاسترو في كوبا وساهم بشكل كبير في الثورة الكوبية وبعدها شغل جيفارا مناصب حكومية مهمة، بما في ذلك وزير الصناعة ورئيس البنك الوطني.
ألقى جيفارا خطابًا تاريخيًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة بوصفه ممثلًا لكوبا؛ وعبر عن موقف بلاده الثوري والسياسي منها مثل التضامن مع حركات التحرر والعقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده ونزع السلاح النووي والعدالة الاجتماعية.
لقد ترك خطاب جيفارا أثرًا كبيرًا في تاريخ الأمم المتحدة، وأكد مكانة جيفارا كرمز للنضال ضد الإمبريالية والاستعمار.
واليوم تزين السفير الحارث إدريس بوشاح الوطنية ؛ فقد ترك خطابه التأريخي أمام مجلس الأمن الدولي أثراً عظيماً في نفس كل وطني غيور يحب وطنه السودان.
وغداً سنفرح بنصر الله لشعبنا الأبي ووطننا الحبيب.

Exit mobile version