دكتور محمد يوسف يكتب : الي بريد السيد وزير الخارجية (نعم روسيا هي الخيار الأنسب )

عمدان النور

في خضم الغليان العظيم الذي يشهده العالم في كل ركن من اركانه من حروب واقتتال هنا وهناك حيث الحرب الروسية الأوكرانية والغزو الإسرائيلي لغزة والحرب العالمية الثالثة في شكلها المصغر والتي شنت على جمهورية السودان. ففي مثل هذه الأوضاع تتقاطع المصالح وتتأرجح الرفقة والصحبة والصداقة ما بين الدول والكيانات والمحاور المختلفة.
وهنا اتحدث عن السودان تحديدا الذي يخوض اعتي حرب على الإطلاق تم الحشد لها بالاف الجيوش والأموال والاغطية المختلفة سياسية ودبلوماسية وإعلامية وتأليب معظم دول الجوار السوداني للوقوف ضد الشعب والسيادة الوطنية وللاصطفاف حول المشروع الاستعماري الجديد الذي تتبناه عدد من الدول ذات الاطماع الواضحة تجاه موارد السودان وعلى رأسها بالتأكيد دولة الامارات العربية المحتالة.
كبريات الدول غضت الطرف عن السودان ولم تبالي بما يجري فيه من انتهاكات خطيرة مورست ضد الشعب ومقدراته واعيانه المدنية وضرب نسيجه الاجتماعي بغرض الهدم النهائي وطمس الهوية
وفي هذه الظروف تمنعت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا من التعامل مع السودان ومساعدته والوقوف الي جانبه وهو يواجه هذا العدوان بل تعمدت هذه الدول في دعم التمرد بشتى الطرق سواء كانت مباشرة أو من وراء حجاب ومع ذلك صبر السودان على هذا التنكر وهذا التخلي في المحنة العصيبة وظل يمد حبال الوصل للجميع لانه أدرك جليا نوايا تلك البلدان وعرف أسباب تماهيها مع المليشيا لأنها اي الدول انفة الذكر كانت تعلم بالدور الذي تلعبه جماعة فاغنر الروسية الإرهابية وكيف انها كانت تمد التمرد بكافة انواع الأسلحة و المسيرات والتقانة العسكرية الحديثة لكنها لم تفعل شيئا لأنها للأسف قبضت ثمن الشعب السوداني َ مسبقا ومن ثم تركته يترنح وهو مضرجا بالدماء وكانت تظن بأنه سوف يفارق الحياة وان مشروع الخبث سوف يجد طريقه للتنفيذ وبحسابات المنطق لم يتشكك كل الحلفاء في سقوط السودان لان التجهيزات كانت مهولة والدعم كان أكثر من سخي برا وجوا فكرا ومالا الا ان المعتدين وحلفاؤهم ماكانوا على دراية تامة بالسودان شعبا وجيشا
وبعد عام من الحرب تحطمت كل أساطير الغرب الأقصى والغرب الادني وانقلب السحر على حلفاء الداخل والخارج وتجرعوا هزيمة نكراء من القوات المسلحة السودانية والأجهزة الأمنية إضافة إلى المقاومة الشعبية وحركات الكفاح المسلح
اليوم وبعد أن اخذ السودان أنفاسه وأعاد السيطرة الكاملة واخذ بزمام المبادرة بدأ يتحرك وبصورة فاعلة جدا في الملف الخارجي لبناء علاقات خارجية هامة مع دول صاحبة قوة اقتصادية وعسكرية ولها وزنها في العالم وبالتأكيد هي دولة روسيا الاتحادية وفي اعتقادي بأن هذا القرار من أعظم وأهم القرارات التي اتخذتها الدولة السودانية ممثلة في وزارة الخارجية ولابد من مواصلة العمل مع هذا المحور المهم جدا في الساحة الان ولابد من أخذ الأمر بالجدية مع عدم التردد في المواقف وضرورة السير قدما مع محور روسيا ومن معها صونا لمصاح الشعب السوداني ولابد كذلك من التواصل وبصورة واضحة وضوح الشمس مع كل من كوريا الشمالية وتركيا وايران والصين وفتح الأجواء لهم دون قيد أو شرط لان هذا المحور هو الامثل الان وان التعامل معه سيكون نديا وليس كما تفعل أمريكا ومن معها لأنهم يريدون تبعية عمياء وعلاقات قائمة على اللا شيئ في الوقت الذي يريدون فيه اخذ كل شيء وبالتالي للسودان الحق في بناء علاقاته مع من يريد وبالطريقة التي ترعى مصالحه وتحفظ كرامته وتصون سيادته دون السماح للتدخل في شأنه الداخلي من اي كائن كان
لذلك المطلوب من وزير الخارجية الجديد ضرورة اخذ الأمور بجدية وحنكة ودبلوماسية رفيعة تعيد للسودان مكانته وريادته في المنطقة و الاقليم والمحيط والعالم اجمع
لم لا والسودان يمتلك مالا تمتلكه دولة مثل فرنسا النصابة الهمباتية الحرامية التي تبني اقتصادها على اكتاف الآخرين بسرقة مواردهم ليلا ونهارا
السودان يمتلك من الموارد مالم تملكه اي دولة متغطرسة ومتكبرة مستعمرة أرضا وشعبا ومواردا وما ينقص السودان هو القرارات السيادية القوية التي تحفظ له حقه
نعم الجميع يظن بأن أمريكا يمكن أن تلوي يدنا وتمنعنا من تحديد مستقبلنا وان نسلك الطريق الذي نريد لكن اقول لهم فالتذهب أمريكا وفرنسا وبريطانيا مجتمعين الي الجحيم وعليهم ان يفهموا بأن للسودان شعب قادر على تحديد مصيره والتعامل مع من يريد والآن موقفنا واضح وعلاقتنا تقوم مع من يحترمنا وليس مع من يأمرنا ويحاول استعمارنا مرة ثانية ومن يريد التعامل معنا عليه أن يقدم ما لديه من ادب واحترام وتوقير وتواضع وجدية وليس من يقدم لنا الدروس والوعيد والتهديد أو من يطعن ظهرنا ويدير ظهره علينا في وقت الشدة والصعوبة
علاقاتنا ستؤسس على الاحترام ومع المحترمين والجادين لأننا نملك مالا يملكه الآخرون وليس لاحد الحق في فرض الوصاية علينا مهما كانت مكانته لانه سوف لن يدير لنا بلدنا ولا نمنح حقوقنا للآخرين مجانا وسوف نستغل موادنا رغما عن أنف الحسدة والباغين وسنعبر مع الحلفاء الجدد الي بر الأمان ومعروف أن علاقاتنا مع روسيا ليست بجديدة لكنها لم تكن علاقات جادة مثل اليوم وعليه اتوقع ان تحقق هذه العلاقات مكاسب جمة لشعبنا سياسيا وعسكريا وامنيا ومن ثم اقتصاديا فقط المطلوب عدم التردد والنكوص وعدم الاستجابة لمطالب النادي القديم المستهبل الذي يمارس علينا الاستغفال والاستهبال ويفرض علينا الغباء ترغيبا وترهيبا لان المجرب لا يجرب والسودان إذا ما مضى في هذا الاتجاه سيغير مجري الأحداث في العالم اجمع ولابد من ذلك كي تفهم أمريكيا وعجوزها الخرف بايدن بأننا لسنا قطيع نتبع لزريبته. وسودان اليوم ليس سودان الأمس وعليه كذلك ان يفهم بأن الذين يتماهون معهم من عملاء بلادنا لا يمثلون الا أنفسهم وليس لهم الحق في الحديث باسم الشعب السوداني.

Abooam@yahoo.com بريد الكاتب

Exit mobile version