مريم الهندي تكتب : السودان في صدور عارفيه

*. لاشك أن ماحدث للسودان كشعب ذو هوية وتاريخ تليد بين الامم وذو حاضر ومستقبل قشيب كدولة ذات سياده وطنية ليس بالامر الهين الذي نمر فيه مرور الكرام فحقيقة الأمر ان هنالك عدت قرارات وخطوات تكتيكية اتخذها المتآمرون دوليا ومحليا علي السيادة الوطنية هدفت لاخضاع الشعب السوداني واخافته وكسر ارادته لتحقيق اهداف استعمارية دنيئة، ولن يتأتى ذلك إلا بكسر الجيش وتركيعه واجباره على قبول تلك الشروط المغلفه بشعارات زائفة وتهم مضلله لاعلاقة لها بتحقيق *(المدنية والحرية والديمقراطية.. الخ)* ولكن شاءت إرادة المولى عز وجل عكس ماكانو يخططون له. *فالسيناريو الاول الذي خالف توقعاتهم وتخطيطهم :-* بدأت فصوله بفشل اغتيال البرهان وامتصاص الجيش لكل افعالهم وانتهاجه لسياسة النفس الطويل واول خطواته كانت ضرب معاقلهم وتدريجيا تحول الجيش من خانت المدافع لجيش منتصر في كل المعارك فواقع المعارك عكس ان الجيش هو المسيطر بل اضحت واقع المعادلة تتحدث قراءتها لدى *(المراقبين العسكريين دوليا)* عن تحديات الصمود،بمعنى الى أي مدى يستطيع الدعم الصمود؟! والشاهد على فشل تحدي صمود الدعم السريع امام الجيش هو خروج الدعم السريع (سريع) من فكرة الحرب نفسها، بعد فشل أهدافها ومسارها مع الجيش متجهة مباشرة نحو المواطن المدني الاعزل في الخرطوم ومنه متجهة ضده في الجزيرة وغيرها من الولايات وكان هذا بمثابة إلاعلان الاول المبكر عن فشل اهدافهم الانقلابية بعد فشلهم في الإعلان عن خروج قائدهم المبكر من المعركة *حيا وميتا!!* فما كان من الجيش الا ان *(يدبل ليو)* الهزيمة لهذا بدا الدعم في رحلة البحث عن استراتيجية للبقاء . *فخرج من فكرة محاولة أن يسود واتجه نحو طرق البحث عن كيفية البقاء في الوجود* اما. . *السيناريو الثاني:-* الذي اعتمدوه بعد فشل الاول فاتجهو إلى تغيير لغة الحديث ومحتواه فتحورت كتحورهم المضطرد شكلا ومضمونا من محطة الحياد والصمت الى مرحلة الشعارات المضاده لشعاراتهم القديمة *لا للحرب ونعم للسلام ولامنتصر في هذه الحرب والحل في التفاوض بعد ان كان الحل في البل والدم قصاد الدم مابنقبل الدية والديمقراطية لكي تنجح تحتاج لدم ولن نغفر ولن نسامح ولاتعليم في وضع اليم والطلقة مابتكتل بكتل سكات الزول ودم الشهيد دمي وام الشهيد امي)* وغيره من شعارات تم تلقينها للشعب الذي اضحى كله الان مابين شهيد وجريح ومضمخ بالدماء اما هم فقد سارعوا لرفع خيمهم لدول العم سام وحام معلنين عن شعارات جديده كمخاوفهم المزعومة المسمومه من انهيار الدولة السودانية وانتشار المجاعه وانهيار التعليم والصحة والامن العام والحرب الاهلية وهذا الصوت حرفيا بدأ يعلو بوضوح من شقهم السياسي شركاء الدم السريع قحط المتحور الى تقدم بعد اقتناعهم باستحالة انتصار دمهم السريع لتحقيق اهدافهم كما دعمو حججهم بأن هنالك إنهيار شامل في مؤسسات الدولة من مؤسسات صحية وتعليمية ومراكز خدمية من نقل وبنى تحتية من طرق وجسور ومصارف وانهيار الاقتصاد الوطني الذي طالما سعو لهدمه تحت دعاوى تمكينية فاشله وغيرها في اشارات غير نزيهة عن حرصهم على مؤسسات الدولة التي كانو يخربونها بايديهم دون منازع حينما كانو هم وحدهم المحتكرين لسلطة الشعب دون إرادة الشعب . ومحاولات تسويقهم لفكرة ان السودان به اكبر كارثة إنسانية من مجاعه واباده وتهجير ليثيرو حفيظة العالم ليمكنهم من سدت الحكم مرة اخرى ويكونوا بذلك قد اعانوا الدعم السريع في أهدافهم المشتركة. ولكن الحقيقه كانت قابعة خلف ادعائهم الكاذب فقد دمغتهم الدولة رغم التحديات والمهددات الطارئه التي يكابدها السودان فاستمر السودان بثبات في تفعيل شعاره الوحيد *(حنبنيهوا)* عبر تعاملاته الدولية الاقتصادية والدبلوماسية والتجارية والمالية فلم تقف عجلة الاستيراد والتصدير للحوم والغلال والمعاملات التجارية عبر وزارة التجارة وازدهرت جدا معدلات الانتاج والانتاجية لوزارة المعادن وشركاتها المعدنية وقفذت نحو تطوير سوق العمل بتمرير وإنشاء مصافي للذهب بالولايات المعنية ورفعت وزارة التجارة قيمة الاقتصاد الوطني بالاهتمام بقطاع ضبط الجودة والمواصفات المقاييس للصادرات حسب المعايير الدولية المطلوبة وقننت فكرة الواردات التكنلوجية المختلفة وسوقت لرصيفاتها وقفذت وزارة المالية برفد اقتصادي مهم لتقنين العمل المصرفي واعتماد استراتيجية بورصات الذهب والمحاصيل والمواشي وتنشيط نوافذ التجارة العالمية مع دول الجوار والاصدقاء الدوليين القريبين والبعيدين فاستمرت البنوك في مسيرتها بثبات داخل العاصمة والولايات الامانة وخارج السودان وكذلك التعليم بكل مراحلة المختلفة رغم (الوضع الاليم) الا انه مستقر وسلس داخل وخارج السودان ويعمل بهمه وبذات الاستراتيجية القومية الشاملة والمطارات فقد نشطت مدرجاتها وزادت رحلاتها الدولية والسكك الحديدية توسعت رقعة ربطها والمواني البحرية احدثت طفرة وانتعاش كبير سيظهر اثره في الايام القادمه ان استمر على هذا المنوال الجديد والطرق البرية تم تعبيدها لتربط الداخل بالخارج اقتصاديا واجتماعيا. اما الصحه فهذه الوزارة كل يوم تدخل في تحد وتحرز انجاز واعجاز لايمكن تصديقه من فتح مستشفيات وإعادة تأهيل أخرى وإجراء عمليات دقيقه وتوفير أدوية في ظل حرب، حقيقة إنهم مذهلون!! هذا بالاضافة الى ان السودان لازال يشكل حضورا دوليا انيقا و مشرفا في المؤتمرات والمحافل الدولية المختلفه مما اكسبه مزيدا من إحترام وتقدير المجتمع الدولى فالثورة لازالت مستمرة مع تفاقم كل تلك التحديات لتعيد انتاج نفسها الى مسارها الصحيح بصورة اكثر تطورا ومصداقية وتنتزع نفسها من سارقيها لتعود الى صدور عارفيها الاوفياء أبناء الوطن الاوفياء السودان الوطن الحر فالسودان الحقيقي في صدور عارفيه ولاشان له بقلوب المرجفين في المدينة، كل ذلك النجاح على ذلك التحدي الكبير اجبر المجتمع ان يعيد النظر في اكاذيب المرجفين في فرية انهيار الدولة. ولكن دعوني سادتي الاكارم ان اضع بين ايديكم بعض من ايجابيات تلك الحرب فقد اكتسب السودان حزمة جيده من الاصدقاء الجدد وتمكن من توطيد واستعادة وتمتين علاقاته مع اصدقائه القداما فاصبح *(يربطنا بهم حبل ويقطعنا سيف)* بمعنى اوضح لافكاك. اما. *السيناريو الثالث :-* حديثهم الغير صادق عن تفكك السودان عبر حرب أهلية وذلك حينما تلمسوا ان الشعب السوداني التحم بقواته المسلحه في مقاومة شعبية شاملة فايقن واستيقن من هلاك قواته فالحرب الاهلية غير وارده لسبب هو ان هذه الحرب وحدتهم شعوبا وقبائلا واثنيات وعرقيات باتجاهاتهم المكانية المختلفه نحو عدو عنصري قبلي واحد طالما فعل الافاعيل اللا إنسانية واللا أخلاقية في القبائل والعشائر التي يساكنها جغرافيا منذ أمد ، هذا من جهة ومن جهة أخرى أن اصل الخلاف الذي اشعلو به الحرب هو خلاف *(تمكيني اقتصادي سياسي)* معروف للكل و لايمت للصراعات القبلية المعروف اسبابها بصلة وعادة ماتكون بين قبيلتين ليس أكثر وتكون لأسباب محدده يمكن معالجتها عبر الإدارات الأهلية حسب مسمياتها المتدرجه المعروفه منذ اكثر من سبعة الف سنة من (دمنقاي وسلاطين ومكوك ونظار وميرم و شراتي وعمد و شيوخ) وغيرها من مسميات ورتب تعتبر ملزمة ومحترمه والشواهد تقول أن كل تلك الرتب الأهلية متفقه مع قواتها المسلحه في المقاومة الشعبية لهذا الاحتلال الغاشم الذي يقودونه هؤلاء المرتزقه وشقهم السياسي جدير بالذكر أن الوحيدين من بين كل تلك القبائل والعشائر الذين لديهم عداء قديم مع بقية القبائل التي تحيط بهم هم قبائل الدعم السريع والسبب سلوكياتهم التاريخية العنصرية الغير كريمه مع بقية القبائل والعشائر التي يجاورونها والتي إن تمادت يمكن لتلك العشائر والقبائل من الإتحاد وابادتها عن بكرة ابيها وذلك عبر ابعادها من الخارطة الجغرافية الوطنية كما حدث في تشاد من قبائل عرب النيجر مما حدى إلى طردهم للنيجر منذ أكثر من ثلاثين عاما خلت ولكن فكرة حرب أهلية في السودان فهذا إحتمال غير وأرد إطلاقا اما *السيناريو الرابع:-* الذي تكلم عن تقسيم السودان فهذا الاحتمال مستحيل التطبيق لعدة أسباب أهمها أن ماقامت به قبائل آل دقلو في إقليم دارفور وبقية الاقاليم كان له الاثر الكبير في توحيد كل تلك القبائل شرقا وغربا وشمالا وجنوبا نحو وحدة كيان السودان يعني اكثر من خمسة الف قبيلة توحدت واستظلت بظلال القومية الوطنية لاحزبية ولاجهوية ولاعرقية سوى السودان وطن يسع الجميع الا من خانوه لذا فكرة تقسيم السودان اضحت غير واردة إطلاقا بالاضافة لأهم سبب وهو من يقف خلف إشعال الحرب من مجتمع دولي ليس من مصلحته تقسيم السودان فالطمع هنا هو سيد الموقف من طمع في ميناء أبو عمامه الذي يقع في جنوب غرب البحر الاحمر والطمع في الفشقه التي تقع في شرق السودان والطمع في موارد إقليم دارفور الطبيعية وهي كثيرة جدا قد تصل إلى موارد صناعات ثقيله جدا بالاضافة للقيمة الروحية عند إسرائيل لاقليم دارفور ووسط السودان وولايات حوض النيل بالإضافة للنيل نفسه وقيمة الأقاليم الغنية بالثروات المعدنية والاثار التاريخية ونخص إقليم جبال النوبة أبو تسعة وتسعون جبل مقدس ويطول الشرح، لهذا ولغيره المجتمع الدولي فكرته التآمرية مبنية على الطمع واليته الاحتلال والاجتياح الشامل الكامل للسودان عبر تغيير نظام الحكم بشخصيات كرتونية هزيله كقحت وتقدم التي يسهل تشكيلها وتطويعها مستقبلا دون حاجة لتقسيم للسودان كقطر بل انتهاج فكرة الازاحة و الاحلال والابدال والهندسة الإدارية للتغيير الديمقرافي فقط، إذا الفكرة مبنية على مصادرة السودان بالكامل وانتهاء آل دقلو بإنتهاء مراسم الدفن السريع ليسهل عملية النهب وفي ذات التوقيت محاصرت بقية الدول المجاورة للسودان والتي أهمها جمهورية مصر العربية وليبيا وحتى اثيوبيا ستكفاء بجزاء سنمار ومصادرة ثرواتها عبر المواني البحرية السودانية واريتريا والصوماليه شانا ام ابينا اما مصر فهي اخت بلادي والمصير المشترك هي وارتريا اللتان كانت اياديها نظيفه من التآمر الدولي على السودان هذا من جهة امامن جهة أخرى فكرة تكوين دولة جديده من رحم دولة بحسب مواثيق الامم المتحدة والعرف الدولي لابد أن توافق الدولة الام على ذلك وهذا ماحدث بالنسبة لدولة جنوب السودان أما فرية وكذبت تكوين حكومة موازية فهذا من عاشر المستحيلات ولم يثبت نجاح تجربة واحده من هذا القبيل إن كان في الفلبين أو الجزائر أو أي تجربة رديفه فالمجتمع الدولي لايعترف بحكومات الضرار والاسافير ودونكم ليبيا واليمن وسوريا والعراق وغيرها من نزاعات لذا ليس هنالك نوايا لذلك ولا رغبة ولا امكانية لذلك اما السيناريوهات التي تحققت بنجاح *السناريو الناجح الاول:-* فهو حقيقة انهيار الدعم السريع معنويا لعدم جاهزيته لإدارة حرب طويلة المدى لذا انتهج معهم البرهان سياسة النكش بالابر. *السيناريو الناجح الثاني:-* كان المحاصرة التي أوقع فيها السودان الممول الأكبر لهذه الحرب وهذا بشكواه رسميا في مجلس الامن وطالب بالاسراع بتحويل الشكوى لمحكمة العدل الدولية لاهاي وتتمتع هذه الشكوى خاصية التميز النوعي لما ستتركه من أثر نفسي عميق وسمعه جدا سيئة في المجتمع الدولي للممول وتضعه تحت دائرة الضوء في السلوكيات والمخالفات الانسانية واثارة الحرب في العالم مما سيكون له الانعكاسات السالبه من سمعة سياسيا وانسانيا و اقتصاديًا ودبلوماسيا ذلك الأثر العميق على الصعيد الرسمي او الشعبي وسيلقي بالضوء على تفاصيل تاريخية تخص الممول لا اعتقد انه سيرغب ان يطلع عليها العالم العربي هذا ان فشل المجتمع الدولي في محاسبة الممول بعدالة فوضعه تحت دائرة الضوء ليس حميد بالتاكيد وسيحجم الكثير من القرارات في المستقبل مماسيجبر الممول من ايقاف تمويلاته بعد فشل الاهداف والتركيز على البحث في مخارج لنفسه. *السيناريو الناجح الثالث:-* هو الموت بكميات كبيره لقوات منسوبي الدعم السريع واغلبها في ظروف غامضه مماشتت تركيزهم فهم أهل خزعبلات وأوهام وخرافات وهذا الوتر لعبت عليه القوات الخاصة للجيش السوداني بامتياز. *السيناريو الناجح الرابع:-* فهو انسحاب المرتزقه الذين استاجروهم لتغطية عجزهم. كل تلك الأسباب هي الانهيار الحتمي المتوقع و المؤجل إعلانه للدعم السريع في أي وقت يعني إعلان انهيار الدعم السريع إنما هي مسألة وقت ليس إلا ولانقاذ الأمر وحفظ موية الوجه للممول وإنقاذ الدعم وشقه السياسي هو ضرورة التمسك بانجاح إتفاق جده وارجح غالبا ان يتم لجوء الدول الراعية والممولة للحرب لاتفاق الغرف المغلقه بالاتي:- ظاهريا انفاذ إتفاق جده مع التعويض اللازم للخسائر التي احدثوها مع الالتزام التام بالمساهمه في إعادة الإعمار واعادة توطين المواطن السوداني. الخ مقابل او بشرط ان يرفع السودان شكواه في مجلس الامن وعدم ملاحقت قيادات قحت وتقزم والدعم السريع. وهم بدورهم لن يلاحقو قيادات مجلس السياده وكأنك يا أبو زيد ماغزيت. في الحالة دي إنتو رايكم شنو؟

Exit mobile version