ما وراء الخبر – محمد وداعة – الفاشر.. معركة حتمية

*كل التسريبات من غرف المليشيا و حلفاءها تتخوف من نتيجة الهجوم على الفاشر

الجيش يعمل على استكمال السيطرة التكتيكية على مسارح العمليات و اجبار المليشيا على تعديل خياراتها و اولوياتها

*العلاقات الامريكية – الاماراتية تواجه ازمة وصلت للعلن بعد طلب الامارات من امريكا سحب طائرات مقاتلة من اراضيها*
*الرئيس الامريكى بايدن يدرس توجيه عقوبات للمليشيا و قائدها حميدتى بموجب قانون (ماغنتيسكى) حسب طلب الكونغرس*
رغم التحذيرات المتعددة ، من الامم المتحدة ، و المنظمات الدولية و الانسانية ، و الدول الغربية و فى مقدمتها امريكا و فرنسا و بريطانيا ، فان كل المؤشرات تقول ان معركة الفاشر واقعة لا محالة ، والمعركة حتمية بالنسبة لمليشيا الدعم السريع فهى من تهاجم الفاشر، لا سيما و ان المليشيا تواجه ضغطآ عسكريآ ضخمآ فى تخوم مدنى وفى الخرطوم على كافة المحاور واهمها محور الجيلى – الكدرو ، ووفقآ للوقائع على الارض فأن المليشيا تتراجع و تفقد السيطرة على قواتها ، و فشلت فى فك الحصار عن منطقة المصفاة ، كما لم تستطع تغيير الاوضاع لمصلحتها فى جنوب الخرطوم او شرق النيل ،
مليشيا الدعم السريع تضغط على الفاشر لتحقيق هدفين ، اولهما محاولة اسقاط المدينة ، بهدف اكمال السيطرة على دارفور ، و الثانى تخفيف الضغط على قواتها فى الخرطوم و الجزيرة ، و بالطبع تعمل على الحصول على هدف كبير لتعزيز ادعاءاتها بالسيطرة و القدرة على المناورة التكتيكية ، و لهذا لا يغيب عن الاذهان استهدافها الدائم للشمال او النيل الابيض بالاضافة الى الشرق ، و مع ذلك فان استهداف الفاشر هو الاقرب ، المليشيا تعلم ان فشل هجومها على الفاشر سيكون كارثيا ، و سيحدث تحولآ كبيرآ سيتسبب فى فقدانها للمكاسب التى حققتها فى نيالا و الجنينة ، و لذلك تحاول الابقاء على الجيش و القوات المشتركة داخل الفاشر ، بينما الخطة المضادة للجيش و القوات المشتركة تعتمد على تأمين الفاشر و استعادة الجنينة و نيالا ، خاصة بعد انضمام قوات مقاتلة جديدة للجيش من المقاومة الشعبية ، و تعدد الانسحابات اليومية من صفوف المليشيا ، و عليه فمن المتوقع ان ترجح المليشيا المضى قدمآ فى حصار المدينة عوضآ عن اقتحامها ، لاسيما وان المليشيا لم تنجح فى حشد قوات كافية للمعركة ، و بالمقابل يعزز الجيش و القوات المشتركة من الاستعدادات لأن تكون المعركة قاصمة ظهر للمليشيا ،
كل التسريبات من غرف المليشيا و حلفاءها تتخوف من نتيجة الهجوم على الفاشر، لصعوبة السيطرة عليها ولوجود حاضنة معادية لها ، كما ان استمرارها فى بسط نفوذها على المدينة يعتبر امرآ مستحيلآ و منهكآ لجهة ضمان استدامة الامداد فى منطقة مفتوحة يسهل على الطيران تدمير و استنزاف الامدادات من الاسلحة و الوقود كما يحدث حاليآ ،
بالنسبة للجيش فان نجاح خطته فى الجزيرة و الخرطوم مرتبط بمعركة الفاشر ، بحيث يستطيع السيطرة التكتيكية على مسارح العمليات و اجبار المليشيا على تعديل خياراتها و اولوياتها بين البقاء فى الجزيرة و الخرطوم او القاء ثقلها فى معركة الفاشر ، لا سيما وان عامل الوقت ليس فى صالحها لاعتبارات سياسية و دبلوماسية و عسكرية ، و بالذات ما يتعلق بالضغوط التى ينتظر ان تواجه الامارات خلال هذا الشهر فى مجلس الامن بعد ان تم تأجيل نظر شكوى السودان ضدها لتدخل بريطانيا و تعديل طبيعة الجلسة ، و فيما يبدو ان العلاقات الامريكية – الاماراتية تواجه ازمة وصلت للعلن بعد طلب الامارات من امريكا سحب طائرات مقاتلة من اراضيها ، كما ان المهلة التى منحتها لجنة الشؤن الخارجية بالكونغرس للرئيس بايدن بتوجيه عقوبات الى ( قوات الدعم السريع ) و قائدها حميدتى بموجب قانون (ماغنتيسكى) ، قد بدأت فى النفاذ ، الامارات و ربيبتها المليشيا المجرمة ستواجهان وضعا صعبا فى غضون اسابيع،
4 مايو 2024م

Exit mobile version