ما وراء الخبر – محمد وداعة – لقاء جيبوتى .. اعادة لشرعية المليشيا

بالرغم من النفاق الغربى ، الا انه لم يستطع تجاهل الفظائع التى ارتكبتها المليشيا المتمردة فى دارفور والخرطوم
الاولوية الان لوقف الحرب وانهاءها بما يتفق مع صريح القانون، وضمان استعادة المنهوبات والمسروقات وجبرالضرر
اى اتفاق لا يؤكد ويضمن خروج المليشيا من منازل المواطنين لن يكون مقبولآ
من الافضل الا يلتقى البرهان بحميدتى ( ان كان حيآ ) ، الا بعد تنفيذ اتفاق جدة
هذا اللقاء ان حدث ، سيعيد الشرعية القانونية و السياسية للمليشيا بعد ان نزعها البرهان نفسه،

بالرغم من النفاق الغربى ، الا انه لم يستطع تجاهل الفظائع التى ارتكبتها المليشيا المتمردة فى دارفور و الخرطوم ، و فشلت كل طموحات المليشيا و حلفاءها فى تبرير الجرائم و الانتهاكات الموثقة التى ارتكبتها ، و توالى الادانات الدولية لافعالها ، ووصفت ما قامت به مليشيا الدعم السريع في دارفوربانه يحمل كل سمات الابادة الجماعية والتطهير العرقي ، فصدرت العقوبات التى فرضتها الخزانة الامريكية على عبد الرحيم دقلو و عبد الرحمن جمعة ، والتى استندت على حيثيات واضحة تفيد بأن مليشيا الدعم السريع أرتكبت جرائم أبادة جماعية في إقليم دارفور، حيث تعرض الأبرياء للهجوم من قبل قوات الدعم السريع ، وتمت مطاردتهم من منازلهم وقتلهم ، وتكرار اغتصاب النساء ومهاجمتهن ، وإحراق المنازل ، وتدمير المحاصيل والماشية) ،
فشلت محاولات عديدة لاحياء منبر جدة ، بعد تعنت مليشيا الدعم السريع و رفضها تنفيذ اتفاق جدة الموقع فى مايو 2023 م ، واهم بنوده اخلاء بيوت المواطنين و المستشفيات و الخروج من الاعيان و المرافق الخدمية ، وبعد سبعة اشهر فان مفاوضات جدة لا يمكن ان تستأنف من حيث توقفت ، فمنذ مايو الماضى ارتكبت المليشيا المحلولة انتهاكات و جرائم اضافية مخالفة للاتفاق و للقانون الدولى ، وتم حلها و الغاء قانونها ، و تعرضت لادانات وعقوبات دولية ، و اجماع شعبى على رفض وجودها فى مستقبل البلاد ، وتأكيد على انهاءها سلمآ او حربآ ، مع توافق مجموعات سياسية و مدنية على عدم جدوى اى عملية سياسية الا بعد وقف اطلاق النار بدمج او تسريح ما تبقى من القوات المتمردة وفقآ للقانون ، و محاسبة المتورطين فى الانقلاب و الحرب ،
منذ مايو الماضى عملت المليشيا على توسيع رقعة الحرب ، احتلت نيالا و الجنينة و الضعين و المجلد و مدن و قرى اخرى ، و رغم تحذيرات امريكية وغربية احتلت مدنى و تمددت فى قرى الجزيرة ، واستباحت المستشفيات و المرافق العامة و الخاصة و نهبت البنوك و الاسواق و العربات و الحاويات ووثقت لكل هذه الجرائم بنفسها و نشرت ذلك و شاهده كل العالم ،
لا زالت ملابسات ما حدث فى مدنى غير معروفة ، باستثناء ما بنى عليه محللون من تصريح السفير الامريكى ، وهو امر مستبعد ، وبغض النظر عن الاسباب الحقيقية لانسحاب الفرقة الاولى من مدنى دون قتال ، فان المتداول من روايات اضعف موقف الجيش ، وتسبب فى انخفاض الروح المعنوية للمواطنين ، و عليه فان الحديث عن لقاء او تفاوض فى ظل هذه الظروف لن يكون فى صالح الجيش ، و اى تفاوض جديد دون البناء على اتفاق جدة و خروج المليشيا من منازل المواطنين و التأكيد على عودتهم فهو بلا شك سيكون اتفاق مذلة و مهانة للجيش و المواطنين ، و على الرغم من ان رئيس مجلس السيادة قال امام حشد من الضباط و الجنود فى بورتسودان عقب سقوط مدنى، وتأكيده انه لن يوافق على اتفاق فيه ( مذلة و مهانة للشعب السودانى و القوات المسلحة ) ، وان الموافقة على لقاء حميدتى تضمنت شرطآ بوقف اطلاق النار و خروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين وفقآ لاتفاق جدة ، الا ان لا احد يدرك ما المقصود ( بالمذلة و المهانة ) التى وردت فى حيث السيد رئيس مجلس السيادة – وهى عبارة وجدت الكثير من الانتقادات – وعما اذا كان الشرط يشمل كل المناطق التى استباحت فيها المليشيا منازل المواطنين بما فى ذلك مدنى و الجزيرة و نيالا و الجنينة …..الخ ،
ليس المطلوب اتفاق يرفع الذل و المهانة عن المواطنين و القوات المسلحة فحسب ، بل المطلوب اتفاق يعيد الحقوق ، واولها حق استعادة المواطنين لمنازلهم وممارسة حياتهم الطبيعية فى بيئة خالية من المليشيا ، المطلوب اتفاق يعيد للمواطن حقه القانونى فى استعادة امواله و عرباته و اثاث بيته، و ضمان ايصال المساعدات الانسانية للمتضررين و عودة المهجرين ، و لذلك كان المتوقع التمسك باتفاق جدة و عدم الدخول فى اى تفاوض جديد ، الا بعد تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ،
ابرم اتفاق جدة بوساطة امريكية – سعودية ، ولم تلتزم به مليشيا الدعم السريع فحسب ، بل توسعت فى ارتكاب المزيد من الجرائم و الانتهاكات و توسيع رقعة الحرب ، و لم يستطع المجتمع الدولى ردعها ، فما المرتجى من اى اتفاق جديد ؟، هل هناك اتفاق معد سلفآ ؟ غنى عن القول انه لا يمكن الوثوق فى اى تعهدات سرية ، من الافضل الا يلتقى البرهان بحميدتى ( ان كان حيآ ) ، الا بعد تنفيذ اتفاق جدة ، هذا اللقاء ان حدث ، سيعيد الشرعية القانونية و السياسية للمليشيا بعد ان نزعها البرهان نفسه ،
23 ديسمبر 2023م

Exit mobile version