نواصل الحلقة (الثالثة) حيث لازلت قضية الطلاب السودانيين العالقين أمام القنصلية التركية في بورتسودان تراوح مكانها لأكثر من شهرين للحصول علي فيزا للدخول للأراضي التركية لتكملة إجراءاتهم الجامعية هناك ، ولا زال هؤلاء الطلاب ينتظرون تدخل الحكومة السودانية لاسيما الجنرال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة المشرف علي ملف التعليم لحل مشكلتهم عاجلا ..!.
فيما كشفت مصادر (الرادار) عن آلية تحت التكوين لدعم كافة قضايا السودان وليست غريبة علي تركيا الصديقة، مثلما كشف مناوي حاكم إقليم دارفور أن زيارتهم ووزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم قد ناقشت ملف التعليم من ضمن القضايا المشتركة بين البلدين ..!.
غير أن خبراء في مجال العلاقات الدولية يرون أن مثل هذا الأمر لا يحتاج أكثر من إتصال هاتفي مباشر بين الرئيسين السوداني الجنرال البرهان والتركي أردوغان ..!، وقالوا إنها ليست الحالة الأولي فقد سبقتها ذات المنوال مشكلة الطلاب الفلسطينيين والسوريين والصوماليين الذين وجدت مشكلتهم تفاعلا كبيرا علي مستوي قيادة البلاد التركية ، لا سيما وأن السودان يمر الآن بذات الظروف حرب ضروس قضت علي الأخضر واليابس ..!، وقد كانت أراضيه مفتوحة أمام الجميع .
بلاشك إنها قضية إنسانية وقد وجدت ردود أفعال كبيرة وتفاعلا مجتمعيا واسعا بإعتبارها مشكلة ملحة تتعلق بالمصير المجهول لأبنائهم الطلاب وبالتالي ضياع مستقبلهم وهم أمل ومستقبل البلاد ، ولذلك وجه البعض إنتقادات حادة لحكومة السودان لتجاهلها وتقصيرها دون القيام بواجباتها تجاه هؤلاء الطلاب وهم أبناء عوام الشعب ، وبعضهم ترحم علي الحكومة تفسها وقال أن الشعب يتيم الأبوين ..! وزادت لو كانت لدينا حقا حكومة لما كان وجد الشعب نفسه في وضع مؤسف ومخزي مثل هذا ، غير أن آخرين قالوا لا داعي للبكاء علي الماضي فلابد من تضافر الجهود كافة الرسمية والشعبية لحل مشكلة هؤلاء الطلاب السودانيين العالقين أمام السفارة التركية في بورتسودان للحاق بجامعاتهم في تركيا ..!.
فيما قالت بعض الردود إنها قضية مهمة تجاوزت سفارتي البلدين في تركيا والسودان ، فأصبحت مشكلة تحتاج لتدخل قيادتي البلدين في السودان وتركيا شخصيا مثلما حدثت في حالة الطلاب في الحرب في الصومال وسوريا وأوكرانيا وفلسطين وغيرهم حيث منحت الحكومة التركية طلاب هذه الدول منح دراسية كاملة ودعم مادي ولوجستي لهم بتدخل مباشر من قبل الرئيس التركي أردوغان شخصيا.
مع الأسف الشديد ظلت القتصلية التركية في بورتسودان تستلم أوراق الطلاب لطلب الفيزا مقابل رسوم (60) دولار وكمان لازم فكة ..! ، وتعلم أنها غير متوفرة لدي البنوك في ظل قيود الحكومة علي الدولار ، مما جعل هؤلاء الطلاب يلجأون للبحث عنها في السوق الأسود (المودر بفتح خشم البقرة ..!) وقد يدخل ذلك الطلاب أنفسهم في حزمة من المخاطر والمساءلات الأمنية ..!.
وكل ذلك يحدث والقتصلية عارفة والسفير التركي عارف ويعلم أن الفيزا موقوفة ، واجتمع بلجنة من الطلاب العالقين ولكن دون فائدة تعود بحل لقضيتهم ، وقال أن الحل ليس بيده ..! بل بيد السلطات في تركيا ..!.
غير أن أولياء الطلاب إنتقدوا بشدة ماحدث لأبنائهم بالسفارة التركية في بورتسودان من مماطلة وتسويف، وشككوا أن يكون الرفض ليس صادر من الحكومة التركية التي ظلت تقف دوما إلي جانبهم ، لا سيما وأن أبناءهم الطلاب يطلبون فيزا للدراسة علي نفقاتهم الخاصة بتركيا بعد أن حصلوا على قبولات من الجامعات التركية المختلفة .
وشكك أولياء الطلاب أن يكون ماحدث لأبنائهم تصرف فردي ومزاجي من قبل موظفين بالسفارة التركية في بورتسودان ، وحملوا السفير التركي شخصيا مسؤولية هذا المصير المجهول لأبناءهم الطلاب ..! ، ولذلك هم يناشدون الرئيس التركي أردوغان شخصيا للتدخل لحل مشكلة أبنائهم الطلاب العالقين ببورتسودان ..!.
نواصل بعد غد الثلاثاء ..
الرادار .. الأحد العاشر من ديسمبر 2023 .