الخرطوم الحاكم نيوز
أكثر من مائة وثمانون يوما مرت، أطفال بلا مدارس ومرضي بلا علاج وأسر بلا مأوي وآخرون يبحثون عن قوت يومهم ولا يجدون.
جثث لا تزال تتعفن في الشوارع.. بيوت هجرها أهلها وتحتلها القطط بعد أن تم نهبها.. مصانع حرقت وسيارات سرقت وأموال نهبت ومسنة في العمر تشتاق الي جدران بيتها وعجوز عاوده الحنين الي ظل نيمته….
مآسي كثيرة نشاهدها وصور مكررة في الساعة الواحدة عدة مرات.. ولا أحد يريد أن يتنازل وآخرون يصبون الزيت على النار لتحرق ما تبقي من ركام الخرطوم.
ستة أشهر والخرطوم بمدنها الثلاث أصبحت أشباح وكأن هوليوود انتقلت إليها لتصوير أحداث افلام اكشن عناوينها “هنا كانت مدينة”!
كثيرون لم يفيقوا من صدمة ما حدث وآخرون لن نلتقيهم مرة اخري. فقد ماتوا منذ بداية أحداث ١٥ ابريل الماضي.. والاحياء الآخرون يموتون بدواخلهم من زهول ما حدث.. و سياسيون وعسكريون لا يزالون يبحثون عن حكم فقد بعض أركانه الثلاثة.. ااااه.
ماذا يحدث؟ ولماذا يحدث؟! ولمن يدفع هؤلاء فواتير هذا التهور واللامبالاة!؟.. الخرطوم تم هجرها قسرا وخرج سكانها بين النزوح و اللجوء والتشرد.. والقهر والذل والهوان… بربكم ماذا تريدون بعد كل هذا!؟.
ألم يحن الوقت بعد!؟ ام لا تزال هناك ثمة فواتير أخري لم تدفع!؟… اعتقد أن المطابع التي تقوم بطباعة تلك الفواتير قد جف حبرها وتمزقت الأوراق.. فليست هنالك إمكانية لطباعة فواتير جديدة.
مبادرات عديدة قامت “فورة لبن” لكنها خمدت وتلاشت تلك الفورة… فالسودان كان أسد أفريقيا واليوم أصبح “نمر من ورق”.. او إصابته الشيخوخة المبكرة والزهايمر وطيور الغراب صارت تنظف أسنانه….
بربكم.. ألم يحن الوقت بعد!؟ لننشد سويا جدودنا زمان وصونا على الوطن!؟ ألم يحن الوقت بعد… لتناسي مراراتنا وكراهيتنا لبعض من أجل الاتفاق على معالم جديدة لنرسم خارطة يكون فيها الولاء للوطن ثم الوطن!؟.
فليسأل كل منا نفسه ماذا قدم للوطن ولماذا يرتكب الجرم في حقه وماذا كسب من ذلك الجرم!؟.. تعالوا جميعا نتواضع من أجل الوطن السودان ونسقط من قواميسنا الجهوية والقبلية والاثنية البغيضة التي لم تجلب الا العار والدمار والخراب…!!
آه قلبي على وطني