بادئ ذي يطيب لنا الحديث ويحلو ريثما نتحدث عن الزراعة وذلك لعلمنا التام ويقيننا بأنها مصدر الثراء للشعب السوداني العظيم ولعل مشروع الجزيرة القائم الآن يعد أحد أكبر المشاريع الزراعية المروية في المنطقة بأكملها
يقع مشروع الجزيرة الزراعي في وسط السودان بين النيلين الأزرق والأبيض في السهل الطيني الممتد من منطقة سنار إلى جنوب العاصمة السودانية الخرطوم
انشئ هذا المشروع في العام 1925م على يد الإنجليز إبان حقبة الاستعمار وكما اسلفت فإن المشروع يعد هو الأكبر في القارة الأفريقية والاطول في العالم من حيث الإدارة الواحدة
وللمشروع أهداف تتماشى وتتسق مع إنسان السودان وتتلخص الأهداف في الاتي
زراعة محاصيل الصادر مثل القطن وزهرة الشمس
تحويل المنطقة من الزراعة التقليدية إلى الحديثة
رفع المستوى المعيشي والخدمي وذلك باستيعاب الآلاف من المزارعين مع توفير لهم خدمات الصحة والتعليم والسكن
تحقيق التكامل الزراعي بإدخال تربية الحيوان ولاستزراع السمكي
التوسع في زراعة الخضر والفاكهة للاكتفاء الذاتي ومن ثم التصدير
وكل ذلك يتبع استغلال حصة السودان من مياه النيل
إذا هذه الأهداف الاستراتيجية هي التي ينبغي أن تكون لها مكنيزيمات الاستمرارية لهذا المشروع العظيم
صحيح تعرض المشروع لهزات كبيرة جدا في فترة حكم الإنقاذ مما أدى إلى التدمير والتخريب الممنهج له فبدلا من التطوير والتحديث تم الهدم والتدمير شبه الكامل للمشروع وذلك بسبب إلادارة السياسية المحضة للمشروع
كنا نرغب في تغيير السياسة الكلية لإدارة المشروع وان تفصل عنه السياسة خاصة بعد سقوط نظام الإنقاذ ولكن وللأسف الشديد عادت السياسة إلى المشروع وعبر البوابة الرئيسية وذلك بعد أن تولى زمام أمر المشروع المحافظ الحالي سيد مرزوق الذي هو معروف التوجه والفكر والاعتقاد وكل شيء السيد المحافظ مرزوق بدلا من أن يفرغ نفسه لإدارة المشروع إدارة وطنية حقة نجده استولى على الكرسي وتحكر عليه وبات يدير الحروب السياسية الخفية والتي بلا شك أثرت كثيرا على سير المشروع
السيد المحافظ استفاد كثيرا من هذه المنصة وبدأ بزراعة الألغام ووضع المتاريس بدلا من بذل الجهود في زراعة المحاصيل الزراعية المختلفة كذلك من الأشياء المتعارف عليها أن المشروع يدار بواسطة مجلس إدارة وهذا ليس بالأمر الجديد بل منذ العام 1950م تحولت إدارة المشروع إلى مجلس إدارة برئاسة المحافظ الانجليزي للمشروع المستر جنيسكل الذي كان في خدمة المشروع في الفترة من 1923 وحتى 1952م اي قبل أن تتم سودنة وظيفة المحافظ وكان أول محافظ سوداني للمشروع هو السيد مكي عباس والذي تولى المنصب عام 1955م إلى العام 1958 ومنذ ذلك الحين كان للمشروع مجلس إدارة معروف ومشكل من الجهات ذات الصلة والاختصاص
الان هنالك شيء ما يجري لأن المحافظ يرفض تشكيل مجلس الإدارة وفي نفس الوقت يمارس الضغوط على الدولة ويجبرها على القيام بمهام تتطلب وجود مجلس إدارة واضح للمشروع وفي سبيل ذلك يعمل على تحريض المزارعين سرا وعلانية ويثير النعرات العنصرية ويوزع الاتهامات كيفما يشاء ويلبس لنفسه ثوب القداسة ليعتلي منبر الوطنية الزائفة التي تعمل على الموت الرحيم للمشروع مجددا وذلك بحجج واهية واعتبارات هلامية لا وجود لها إلا في مخيلة المحافظ المحرض
الرسالة موجهة مباشرة إلى السيد رئيس مجلس السيادة الفريق ركن عبدالفتاح البرهان بضرورة إعادة النظر في هذا المحافظ الذي لايرغب في المحافظة على هذا المشروع العظيم الذي يعول عليه الشعب السوداني ويضع كافة امنيانه عليه لان السودان لا مخرج له إلا بالزراعة وعليه فلابد من إقالة هذا المحافظ اليوم قبل الغد لأن المشروع بهذه الطريقة سيشع إلى مثواه الأخير
إقالة المحافظ مرزوق واجب يمليه الضيمر الوطني والمسؤولية الوطنية الحقة تجاه الشعب السوداني الكل يعرف بأن العروتين الصيفية والشتوية تحتاجان إلى عمل كبير وتناغم وانسجام تام بين كل الأطراف بغية النجاح
ولا يتأتي ذلك إلا باتباع الطريق القويم المفضي إلى تكوين مجلسا لإدارة المشروع من الجهات المعنية بالأمر وذلك بغرض الشفافية وتسهيل الأمور وانسباب وتدفق الاحتياجات لمعالجة القضايا العالقة والتي تحتاج إلى قرارات شجاعة وكبيرة تتطلب وجود كافة أصحاب الحل والعقد لكن متاريس المحافظ والغامه المزروعة تحول دون الوصول إلى تشكيل هذا المجلس المعنى
الدولة ممثلة في رئيس مجلس السيادة مطلوب منها التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا تقع الفأس على الرأس وينطبق علينا قول الله تعالى (فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على على عروشها) الخواء هذا لا نريده فبدلا من الوصول إلى هاتيك المرحلة فينبغي التدخل العاجل في إقالة هذا المحافظ الفاشل وتعيين محافظ آخر قادر على التعامل بمهنية وليست لديه ترسبات سياسية أو اتجاهات انتقامية أو أجندات أخرى يريد تنفيذها لتعطيل دوران عجلة المشروع
اقول ذلك ليس من باب التحريش ولا من باب التقاطعات ولكن من أجل أن تنهض الزراعة في بلادنا المعروفة بسلة غذاء العالم ولكي يتحقق ذلك عيانا بيانا ولكن صدقوني في ظل وجود هذا المحافظ فإنه من العسير أن يتحقق ذلك وكل الجهود ستصطدم بصخرة مرزوق السوداء للأسف السيد المحافظ يلعب من على تحت الطاولة ولكن هذا مكشوف ومعلوم ولأن الأوضاع استثنائية في هذه المرحلة للشعب السوداني فبالتالي لابد من التعامل بحزم وصرامة واضحة مع ملف مشروع الجزيرة الزراعي وان يترك الأمر هكذا للزمن ليقرر في مصير الملايين من الشعب
ذهاب هذا الرجل مطلب شعبي لا تنازل عنه مهما كانت الأسباب والظروف
لأن الوقت للعمل وللانتاج وليس للمشاكسات ووضع المتاريس والعمل على هوى الساسة والسياسيين مشروع الجزيرة كان ولا زال قلب السودان النابض والمخرج الحقيقي للبلاد من أزمة توفير القوت
ولأن التحدي أكبر فلابد من الإصلاح الإداري العاجل في إدارة المشروع
الأمر محير جدا كيف للسودان أن يطلب القوت من الآخرين ولديه مشروع مثل مشروع الجزيرة مع توفر المياه والكثير من المقومات الأخرى
دولة مثل أوكرانيا تنتج من القمح ما يعادل حوالي ثلث احتياجات العالم وهي ترزح تحت نير الحرب المستعرة منذ ما يقارب العامين بالتمام والكمال
ومعروف أن الإبداع ينبع من عمق التحدي إذا فلماذا لا نتحدى الصعاب ونثبت العكس بالتأكيد إلاجابة هي ان الوطنية عندنا مرهونة بالتوجهات السياسية والوطن دائما في زيل الأولويات لذلك لابد من إقالة هذا المحافظ والاتيان بشخص آخر يقدر معاناة الشعب ويبذل الجهود في التخفيف عنها ويسارع الخطى تجاه مواكبة التطورات الماثلة وما تحتاجه من استعداد نفسي وعقلي وبدني وروحي والتسامي فوق الحاجيات الضيقة والاندياح في رحاب الوطن الواسع والشاسع والكبير لأننا نريد أن نرى دورا فاعلا واساسيا تلعبه الزراعة في رفد خزينة الدولة بالنقد الأجنبي وقبل ذلك أن يكتفي المواطن السوداني من خيرات بلده وهذا كله لا يتأتي يا سيادة رئيس مجلس السيادة الا بذهاب مرزوق الفاشل اللهم اني بلغت فاشهد
هذا والله المستعان