الرئيس الامريكي الأسبق جون كيندي استدعى مستشاريه وهو منزعج جدا وكان في ضيافته رئيس افريقي ،وطلب من مستشاريه معلومات عن دولة الرئيس الافريقي الذي هو في ضيافته ،لان الرئيس الامريكي دائما في ختام مقابلته بيسأل ضيفه أن كان له طلب من امريكا ،لكن هذا الرئيس الافريقي قال له ليس لي طلبا، وزاد فان كان لأمريكا طلبا فنحن على استعداد لتلبيته ،فكانت تلك الإجابة التي صدمت الرئيس الأمريكي كيندي لهذا طلب من مستشاريه معلومات إضافية عن تلك الدولة الأفريقية التي تستغنى عن امريكا بل وتبدي استعداداتها لتلبية طلباتها.
هذا هو الرئيس السوداني الفريق ابراهيم عبود ( ١٩٥٨_١٩٦٤) ،لان في ذلك الوقت كان الرؤساء الأفارقة يقابلون كنيدي ويطلبون منحا وقروضا وتمويلا لأن في ذلك الوقت كانت معظم البلدان الإفريقية قد تحررت من الاستعمار وتحاول أن تؤسس لنهضتها.
القوات المسلحة السودانية طاردت مجموعة مسلحة في عهد الرئيس جعفر نميري(١٩٦٩_١٩٨٥م) حين توغلت تلك المجموعة داخل الحدود السودانية أثناء الصراع التشادي التشادي وطاردتها القوات المسلحة حتى تجاوزت حدود تشاد الغربية ،فما كان من فرنسا إلا أن بعثت برسالة الى النميري محتواها ،إن كنت تريد أن تحتل واحدة من تلك الدول كان عليك ان تخبرنا ،وكما هو معروف أن معظم دول غرب افريقيا هي تحت النفوذ الفرنسي.
في عهد الرئيس عمر البشير أحكمت السلطات سيطرتها على كامل تراب الوطن ومنعت التدخل في شأن السوداني أن كان من دول أو منظمات أو حتى من السفراء، وأي سفير يتدخل أو يتجاوز حدوده يصرف له(بركاوي).
هذا هو السودان كان يتمتع بهيبة وسيادة وقوة تعترف بها اوربا وامريكا كما في المثالين أعلاه.
ولم يذق السودان الذلة. والهوان الا في عهد قحت حيث أصبح أمر السودان كله عند الأجانب يتحكمون فيه عبر حملة الجوازات الأجنبية وضعاف النفوس الذين باعوا الوطن مقابل دراهم معدودات ،رأينا التدخلات من( الثلاثية) و(الرباعية) ، و(البعثة الأممية) وكبار المسؤول في البلد يجلسون مساءا في موائد السفراء يتبرعون بأسرار البلد وينفذون أوامر السفراء الأجانب دون تردد،بل أن رئيس الوزراء وحاشيته كانوا يقبضون مرتباتهم من جهات أجنبية وبالدولار ولا حياءيظهر في وجوههم ولا حتى (حمرة الخجل) تظهر في خدودهم، بل ويتمادون إلى أكثر من ذلك وهم يعلنون أنهم سيذهبون إلى السفارات سفارة سفارة، حتى صاحب القول منهم نسب إلى السفارات ولم ينسب الى أبيه وأصبح أسمه …..سفارات.
أن الهوان والذلة التي أصابت السودان بسبب( قحط) لن تنته الا بإهانة وإذلال هؤلاء القحاتة الذين مسحوا بسمعة البلد (الواطة) وبمحاكمة عادلة وناجزة وسريعة. تستعيد البلاد فيه سمعتها تدريجيا من هؤلاء الذين يفضلون مصلحتهم على مصلحة البلاد.
فإن كان رئيس مجلس السيادة قد كون لجنة لتلقي البلاغات عن ممارسات مليشيا الدعم السريع في حق( المواطن) فهذا بلاغ الى النائب العام عن ممارسة قحت ضد( الوطن ) حيث أذاقت السودان الهوان والمذلة.