الخرطوم الحاكم نيوز
قد يكون هذا العنوان غريبا ،والتساؤل كيف لمنظمة معنية اصلا بدول وشعوب القارة وأسست من أجل تحرير ونهضة كل دول القارة بعد جلاء الإستعمار الاستيطاني أن تكون حارسا للإستعمار فيها.
وقد تكون الإجابة في أن الاتحاد الافريقي يعلق عضوية إي دولة في الإتحاد يحدث فيها انقلاب عسكري على نظام( منتخب) ومن ثم يمارس الاتحاد الافريقي على قادة الانقلاب ضغوطا سياسية وإقتصادية من أجل إعادة النظام( الديمقراطي) في الدولة المعنية ،
والديمقراطية في كثير من الدول الأفريقية هي في الأصل صناعة أو حيلة غربية لتحافظ دول الإستعمار على نفوذها في البلد المعني وتضمن سيطرتها على موارده ،باجراءات إنتخابات شكلية اوصورية أو حتى مزورة لتضمن وصول موالين لها إلى الحكم من أجل تحقيق أهدافها،في بسط النفوذ واستمرار تدفق الموارد إليها مثل الذهب واليورانيوم والنفط وغيرها، ولا تسمح الدول الاستعمارية للمعارضين لسياستها ونهجها في الوصول إلى الحكم مهما كلفها ذلك، ولهذا ولكي تقدم صورة حضارية ابتدعت مسألة( الديمقراطية) وجعلت من الاتحاد الافريقي حارسا ل(صنم الديمقراطية) في أن يظل مقدسا ومحميا ولا تمتد إليه أي( يد) ما دام يحافظ على نفوذها وسيطرتها على موارد القارة الأفريقية الثمينة.
وبنظرة سريعة لتطورات الأحداث في بعض الدول الأفريقية وموقف الاتحاد الافريقي في هذا الإطار( الديمقراطي) ،نقدم هذا النماذج لتضح الرؤية.
عندما إنقلب الجيش المصري على اول رئيس منتخب في تاريخ مصر الدكتور محمد مرسي لم يستطع الاتحاد الافريقي أن يعيد مرسى لسدة الحكم وهو منتخب من قبل الشعب في انتخابات شهدها العالم كله ،لان ذلك لا يتماشى مع سياسات وأهداف المستعمر في أن تكون أي دولة ذات سيادة واستقلالية تضر بمصالحها،وفي السودان لم يستطيع الاتحاد الافريقي أن يعيد الرئيس عمر البشير لسدة الحكم وهو منتخب ولم يكمل دورته والمفترض أن تنته في ٢٠٢٠م.
وفي النيجر التي يشكل فيها الهوسا أغلبية تتجاوز ال٨٠٪ جاءت الديمقراطية التي أشرف عليها المستعمر برئيس من أقلية لا تمثل ١٠٪من السكان النيجر ولكن جاء ليحافظ على مصالح الإستعمار وبحراسة من الاتحاد الافريقي ل(صنم الديمقراطية).
وفي الغابون لا يمكن لرئيس وابنه أن يحكما البلاد لأكثر من أربعين عاما ،والديمقراطية نفسها في اوربا وامريكا تحدد للرئيس المنتخب أن يحكم دورتين فقط كل دورة اربع سنوات ،والديمقراطية في معناه المختصر الحكم للأغلبية.
ولكن يبدو أن الاتحاد الافريقي هوحارس مصالح المستعمر في القارة ،فاذا حدث إنقلاب على رئيس منتخب ويتوافق مع مصالح المستعمر صمت الاتحاد الافريقي مثل الحالة المصرية (مرسي) والحالة السودانية (البشير) ،وان كان الانقلاب لا يتوافق مع مصالح المستعمر مثل ما حدث في النيجر والغابون فإن الاتحاد الافريقي يظل يهدد ويتوعد ويرغي ويزبد من أجل الحفاظ على (صنم الديمقراطية) لكي يحافظ على مصالح المستعمر.
ولكن تبقى الديمقراطية الحقيقة في أن تختار الشعوب من يمثلها ويحافظ على استقلالها ومواردها من السرقة والنهب،من ذلك المستعمرالذي يريد أن يسعد مواطنيه على حساب أصحاب الحق ويجعلهم يعيشون تحت خط الفقر.
وسيظل الاتحاد الافريقي يتفاجأ كل يوم بإنقلاب جديد إلا أن يكفر ب(صنم الديمقراطية) أو أن يذهب هو إلى مزبلة التاريخ غير مأسوفا عليه.