عبدالله محمد علي بلال يكتب : البحر الأحمر وأثره على أمن المنطقة 1_ 2

 

 

 

تمثل شواطئ البحر الأحمر قاسم مشترك لقارتي آسيا وأفريقيا إذ توجد خمس دول أفريقيه تستفيد من تلك الشواطئ في حدودها وهي ( جيبوتي ،، ارتريا ،،الصومال ،، السودان ،،مصر ) وتستفيد اربع دول اسيوية من تلك الشواطئ وهي. ( السعوديه ،،اليمن ،، الاردن ،،فلسطين المحتلة) من بين هذا وذاك تكمن الاهمية الاستراتيجية للبحر الاحمر وأثره المباشر علي امن المنطقة وهذه الاهمية جعلت التنافس الإقليمي والدولي علي البحر الأحمر وانعكساته علي الامن العربي والافريقي خصوصًا بعد ظهور التوترات والنزاعات في بعض من الدول المطلة على البحر وتنامي تلك التطورات ادي ظهور الكثير من الحركات القتالية التي ترفع شعار رفض التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية وسرقت مواردها عبر الموانئ او الشواطئ بل نلاحظ وجود وظهور منظمات ارهابية أستهدفت الشباب وتوسعت دائرتها من دولة لآخري .
فضلًا عن ذلك نجد ان منطقة البحر الاحمر وخليج عدن أصبحتا من مناطق التنافس العسكري والمخابراتي منذ ظهور الحرب الباردة بين كبري الدول التي تلعب في ميدان الحرب الباردة في محور التغيرات والتطورات التي حدثت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ذات المواجهة المكشوفة التي أظهرت

اهمية المسطحات المائية والشواطئ الإستراتيجية ونضيف الي ذلك ظهور البترول والغاز في بعض دول شواطئ الأحمر والتي أيضًا زادت من دائرة الأطماع والتسابق الخفي حول تلك الدول التي تعرض جزءً منها للابتزازات السياسية من كبري الدول واخري تعرضت للتهديدات العسكرية وجزء اخر تعرضت الى معاكسات وابتزاز إقتصادي وبالتالي أصبحت سياسة العصا والجزرة حاضرة ومرفوعة ضد جميع دول الشاطيء الافرو اسيوي ولكل دولة أسلوب يستغل ضدها بعدما يتم جمع وتحليل المعلومات عنها ومعرفة مراكز القوي والضعف الشيء الذي جعل من موانيء وشواطئ البحر الاحمر مرتعًا لمراكز المخابرات العالمية التي تتلون باسماء شتي منها منظمات طوعية ومنها شركات استثمارية ومنها مراكز بحوث ومنها فنادق ومنتجعات سياحية فضلًا عن ذلك السفارات والملحقيات والقنصليات وجميع هذه الواجهات تلعب دورا كبيرا في توفير وتحليل المعلومات التي يتم إتخاذ القرار المناسب بشأنها ضد الدولة المعنية.
مايهمنا نحن في السودان اننا نتشارك المهددات والأطماع الدولية لشواطئ البحر الاحمر مع إخواننا الاشقاء السعوديين والمصريين ويصبح المصير المشترك واحد يجب ان ينظر إليه القائميين علي أمر وحكم الدول الثلاثة ويجب أيضًا ان تلعب مراكز الدراسات الاستراتيجية ومؤسسات الإعلام في تلك الدول ( السعوديه ،،السودان ،، مصر) الدور الهام في الأتي:-
١— وضع رؤية استراتيجية ذات بعد قانوني تتفق عليه الدول الثلاث يحد من حالة الأطماع الدولية في موانئ وشواطئ البحر
٢– الإتفاق على الاستثمارات المشتركة والحصرية بينها فقط في عملية الاستثمار في الشواطئ او الموانئ ومنع دخول اي دولة مهما كان قربها اوبعدها كبرها او صغرها من الاستثمارات في الشواطئ او الموانئ
٣– قيام موانئ علي شواطئ البحر الاحمر من اي دولة غير التي تقع في الشاطئ وهنا اقصد الدول الثلاثة (مصر،،السعوديه ،، السودان ) يعني التنافس السالب والمضر لموانئ جده ،، السويس ،،بورتسودان وربما تكون هي نهاية تلك الموانئ
٤- الرضوخ لأنشاء موانئ في شواطئ تلك الدول من اي دولة آخري يعني خلق بيئة ممتازة لإدارة العمليات الاستخباراتية والامنية ضد تلك الدول وهذا أكبر مهدد
نواصل بإذن الله في الحلقة القادمة

Exit mobile version