المخرج الراحل أحمد طنطاوي الذي بدأ مشواره الفني في خمسينيات القرن الماضي وتخصص في الإخراج التلفزيوني ابدع في مجال الدراما التاريخية ولا أحد في عالمنا العربي يجهل هذا المخرج صاحب البصمة الواضحة في الدراما التاريخية وكنت قد كتبت عنه في صحيفة الصيحة وعدد من الصحف المصرية لما وضعه من بصمة في هذا المجال مع مخرجين كثر منهم الراحل أحمد توفيق الذي كانت له مدرسته الخاصة في الدراما التاريخية وضعها بثقة في مسلسل هارون الرشيد وعمر بن عبد العزيز كذلك المخرج مصطفى الشال وبرز من الكتاب الأديب عبد الحميد جودة السحار الذي أخرج له طنطاوي مسلسل محمد رسول الله والكاتب الراحل عبد السلام امين و عائد الرباط وغيرهم كذلك اخرج طنطاوي أيقونة الدراما التاريخية مسلسل لا إله إلا الله هذا العمل الذي تميز على ما سواه بمحتوى متقدم وصناعة راقية ومادة تاريخية دسمة كتبتها بعمق الأديبة الراحلة أمينة الصاوي ولا أحد يمكنه أن ينسى تتر المسلسل المتميز بصوت المطرب الراحل محمد رشدي.
تميزت مدرسة طنطاوي في اعتقادي بالعمل على ابهار المشاهد وجعله يعيش كل العصور التاريخية بصدق من خلال لوكيشن التصوير المميز الذي كان ديدن أعمال هذا القامة وظهر جليا هذا الأمر في مسلسل على هامش السيرة والأزهر منارة الإسلام.
قدم المخرج الراحل المتوفي في أغسطس من العام 2004 م عدد كبير من الأعمال المتميزة منها محمد رسول الله ( عدد من الأجزاء ولا إله إلا الله والكعبة المشرفة الأزهر منارة الإسلام الإمام الترمذي مشرق النور الإمام مسلم وقدم للمسرح بيت برناردا البا مسلسل بصمة فوق الأمواج سهرة عرف كيف يموت الموعد شهيد بغداد وكربلاء وعدد كبير من الأعمال تجاوزت الخمسين عملا.
مدرسة الراحل أحمد طنطاوي مدرسة الواقعية ومدرسة صناعة الأعمال المكلفة ذات الجودة العالية حيث استعان في أعماله بديكورات مختلفة ومجاميع بشرية هائلة واطنان من المعدات والملابس لجعل الصورة أقرب إلى الواقع المراد إيصاله للمشاهد.