معوض مصطفى راشد يكتب : الذكاء الاصطناعي في الصحافة

جاء في الاخبار ان شركة مايكروسوفت قد قررت تسريح اكثر من 50 من الصحفيين العاملين في الموقع الاخباري الخاص بها. وهؤلاء كانت مهمتهم نسخ واعادة تحرير الاخبار على المنصات الالكترونية، وتمت الاستعاضة عنهم بالذكاء الاصطناعي – أي أن الانسان الآلي سيتولى هذه المهمة كاملة خلال الفترة القادمة – .
ولعله من نافلة القول ان جائحة الكورونا (كوفيد 19) كان لها أثر كبير في كثير من مناحي الحياة خاصة في ظل الاغلاق والطواريء الصحية التي حتمت على الجميع اللجوء الي العمل اون لاين ONLINE واصبح العالم متجها نحو المواطن الرقمي DIGITAL CITIZEN وهو امر كان واردا ولكن ليس بهذه السرعة حيث ان الكوفيد 19 حتمت تسريع وتيرة هذا الاتجاه، فقد ادت الجائحة الى لجوء الشركات والاعمال الى استخدام الذكاء الاصطناعي في تسيير اعمالها التي اوشكت علي التوقف.
وبالعودة لقرار شركة مايكروسوفت بالاستغناء عن العنصر البشري في مجال النشر والاستعاضة عنه بالذكاء الاصطناعي نجد انه قد يؤشر الي امكانية الاستغناء عن الصحافيين في الدور الصحفية في المستقبل القريب حيث ان ذلك من شانه ان يقلل من التكلفة وهو امر يبدو خطيرا على المهنة ككل.
الا ان قناعتي الثابتة في مجال الاعلام وهي انه مهما كان مستوى الذكاء الاصطناعي فانه لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري وأكاد أجزم ان الشركات التي ستقدم علي مثل تلك الخطوة ستواجه مشكلات تتعلق بالالتزام بالصياغة الممتازة وتبسيط المعلومة والتغطية الاحترافية وتجنب المزالق التي قد تنتج من عدم الدقة خاصة في قضايا الحرب والسلام والاقتصاد.

كل القضايا اعلاه تحتاج لفطرة الانسان وذكائه، ولن يستطيع الانسان الآلي القيام بتلك المهام ببساطة لأنه اقل ذكاء من الانسان الذي صنعه.
لا يوجد خلاف على ان شكل الاعلام سيختلف ، والعمل الصحفي سيختلف، ولكنه لن يتجه نحو قيام الذكاء الاصطناعي والاستغناء عن الذكاء الفطري للانسان، وسيظل الاعلام في حاجة الى الفطرة الانسانية والذكاء الانساني.
وخلاصة القول ان الصحافة قد تستثمر الذكاء الاصطناعي تسريع وتيرة العمل والاستفادة القصوى من الزمن ومتابعة الاحداث المتسارعة ولكن تبقي الفطرة الانسانية هي اساس النجاح اذا وضعنا في الاعتبار ان المصداقية والموضوعية سيكونان في المحك اذا تم الاعتماد علي الذكاء الاصطناعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى